آراءمحلي

الرشيدي: كوميديا سياسية

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي – الأنباء:

جزء من التصريحات السياسية الأخيرة خاصة من كل الأطراف تحول إلى ما يشبه حديث الستاند أب كوميدي، الكثير الكثير من الحديث المرسل والكثير الكثير من «الطنازة» والنقد الساخر، وأنا هنا لا أعني طرفا واحدا بل كل الأطراف، الغالبية بدأوا يجنحون في تصريحاتهم السياسية أو حتى تحليلاتهم إلى استخدام أسلوب «الشماتة» أو «الطنازة» أو «الحط» أو «الضغاط» والكلمتان الأخيرتان لغير الناطقين بالكويتية لا أعرف لهما ترجمة في اللهجات الأخرى، أو بالأصح لا أعرف مقابلا لهما.

****

« اضغطني… وأضغطك»… وأعتقد أن ترجمتها المقابلة للعربية هي أن أحط من قدرك بسخرية وأنت قم بالمثل في مبارزة كلامية لا تخلو من إسفاف في أحيان كثيرة وسط حرب تصريحات متبادلة لا تتوقف.

****

شخصيا لا أعتقد أن الحالة السياسية في البلاد قد شهدت هذا المستوى من التصريحات سابقا، ولم يكن في تاريخها كله هذا النوع من التراشق الكلامي المستمر والممتلئ بالإسفاف اللفظي غير المبرر، رغم أن بعض من يستخدمه هم من المثقفين وممن نحترم حتى رؤيتهم السياسية.

****

هذا جزء من الحرب السياسية القائمة، وبالمناسبة هذا الأسلوب في التصريحات لا تتفرد فيه الكويت دون غيرها، بل إن في دول ديموقراطية أخرى يستخدم الساسة فيها ذات الأسلوب بدرجات متفاوتة، وهو أمر طبيعي، أعني غير الطبيعي في الموضوع هو أنه بدأ يظهر لدينا منذ نحو 3 سنوات وبشكل غير مسبوق، وأخذ شكلا سياسيا بدأ يقلده حتى بعض الناشطين يسير في ذات النهج.

****

«دواوينيا» أقصد في الدواوين الشبابية يمكن أن ينجح هذا الأمر أو نتقبله، ولكن «سياسيا» أن يكون على الملأ وأمام الأمة وبهذا الشكل المتنامي ليس أمامنا سوى حلين، إما نشرع قانونا يشرع «الضغاط» أو أن نشرع قانونا يجرمه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى