منوعات

تعرف على قصة بريطانية طلقت “داعش” بعد عقد من التشدد

204ed4fb-45e9-449f-a7bc-8d09e1542b3d

عاشت شابة بريطانية تدعى تانيا جورجيلاس قصة حياة غريبة، جعلتها تتزوج من أميركي داعشي يدعى جون وتسافر معه إلى سوريا، ولكن في نهاية الأمر تقرر الهروب من هناك، لتحرر نفسها، وتبدأ في رسم حياة جديدة لها، تسعى من خلالها لمحاربة تنظيم “داعش” المتطرف.

وكانت تانيا قد تعرفت على زوجها السابق عن طريق الإنترنت، وقد تطابقت آراؤهما وهما يناقشان الإسلام، ما قادها لاتباع مسار الرجل، وتتذكر الآن كل هذه الحكاية بأمل الاقتداء بها في محاربة الأفكار المتطرفة.

وفي مقابلة مع “بي بي سي” الإنجليزية، توضح تانيا أنها عاشت مدة عقد كامل مع الفكر المتشدد، وكيف أن زوجها قد أصبح من قادة التنظيم الإرهابي، وأن خطتها الراهنة هي معارضة هذه الأيديولوجية التي طلقتها.

وكانت تانيا ابنة الـ33 عاماً قد نشأت في أسرة مسيحية، حيث عاشت طفولتها في منطقة هارو في لندن، ولم تكن ذات يوم تتوقع أنها ستصبح زوجة لأميركي متطرف تذهب معه إلى سوريا، وتنجب منه أربعة أطفال، والذي التقه عن طريق موقع تعارف لتزويج المسلمين، وتزوجا في أكتوبر 2004.

وقد حوّل زوجها اسمه إلى يحيى البهرومي، وبحسب رواية زوجته السابقة فمن المفترض أنه لا يزال في سوريا رغم أن أوضاع داعش قد تضعضعت هناك.

تعيش تانيا الآن في تكساس مع أطفالها الأربعة بعد أن فرت من سوريا، ورغم أنها فارقت زوجها إلا أنها لا تزال تحمل له بعض المشاعر الودية، حيث ترى أنه ضحية لما يعتقده أنه فعل الخير.

وتنحدر تانيا من أسرة بريطانية ذات أصول بنغالية، ويعمل والدها موظفاً كبيراً في البريد، وهي ابنتهما ضمن خمسة أبناء.

وبالنسبة لنقطة التحول في حياتها، فهي تزعم أن أحداث الحادي عشر من 11 سبتمبر كانت هي البداية، ومن ثم تعرفت على زوجها وحلما معا بإنجاب الأطفال الذين يصبحون انتحاريين في المستقبل.

وتشير إلى أن العاطفة هي التي دفعتها لكي تؤيد أفكار القاعدة بظن أن هؤلاء المتشددين يحاربون لأجل الفضيلة ونصرة المستضعفين وقد تأثرت بالأحداث كما في البوسنة سابقاً.

وقبل ذلك كانت تانيا قد درست في كلية بشرق لندن، وبدأت هناك التعرف على مجموعة من الشباب المسلمين المحافظين ومن ثم شرعت في ارتداء الحجاب.

رحلتها إلى تكساس للقاء زوجها جون ومن ثم الزواج كانت في 2003، وبعد وقت قصير من زواجهما كان زوجها قد سجن في عام 2006 بتهمة تقديم المساعدة في في تكنولوجيا المعلومات إلى المواقع الإرهابية.

بعد أن أطلق سراح جون عام 2011 سافر إلى الشرق الأوسط عن طريق لندن، وزار القاهرة، وبحلول عام 2013 كان يناقش موضوع الانضمام لداعش في سوريا، وكان وقتها لديه ثلاثة أطفال والرابع على الطريق.

وقالت: “كان جون يريد الذهاب إلى سوريا، وكنت أرد عليه بأنني لست جاهزة، فالأطفال لا يزالون صغار السن”.

ومع ذلك فقد سافروا جميعهم في أغسطس 2013 عن طريق تركيا بالحافلة، واستقروا في فيلا مهجورة في بلدة أعزاز، كان يقطنها جنرال سوري.

كان الوضع الصحي سيئاً للغاية بعدم توفر المياه الصحية ونقص الغذاء، وقد أثر ذلك على الأطفال الذين عانوا من القيء المستمر والالتهابات وعلل أخرى.

لم تمض سوى أسابيع حتى كانت تانيا قد كرهت هذا الوضع في سوريا، وأقنعت جون بأنه يجب أن تخرج من منطقة الحرب، ووافق على ذلك، حيث تم تهريبها والأطفال إلى تركيا ثم توجهت لأميركا لتقيم مع والدي جون في تكساس.

من ثم طلقت جون، حيث لا يستبعد أن يكون الرجل في مواجهة الموت في أي لحظة مع فقدان داعش لآخر قواعده في سوريا والعراق.

وفي حياتها الجديدة فقد عملت تانا على مواعدة شاب يعمل مبرمجا في مجال تكنولوجيا المعلومات يدعى كريغ، تعرفت عليه أيضاً عن طريق الإنترنت بعد أن كتبت في ملفها الشخصي “لدي أربعة أطفال.. وزوجي هجرني وذهب ليصبح أسامة بن لادن المقبل”.

وحالياً فإن تانيا تعمل في مساعدة الأشخاص الذين يعيشون أو عاشوا نفس ظروفها تقريباً بأمل التكفير عن الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى