آراءصورة و خبرمحليات

سياسيون.. مجرد التئام القمة الخليجية حول طاولة حوار واحدة يعد نجاحاً للدبلوماسية الكويتية تحت قيادة سمو الامير

تتجه انظار العالم اليوم صوب الكويت حيث القمة الخليجية التي يراها البعض قمة تأسيسية لا تقل أهمية عن القمة التأسيسية الاولى بل ربما تفوقها أهمية اذ أوضاع البيت الخليجي لا تخفيها أعين كل مراقب ومهتم بالاوضاع.
وأكد سياسيون ان مجرد اجتماع القادة الخليجيين والتئامهم حول طاولة حوار واحدة يعد نجاحاً للدبلوماسية الكويتية تحت قيادة سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الذي لم يأل جهدا منذ حدوث الازمة منوهين الى ان شعوب الخليج تعقد امالا كبيرة على قمة اليوم في طي صفحة الخلاف الى الابد والتطلع الى مستقبل مشرق لا يمكن ان يتحقق الا باعادة اللحمة بين الاشقاء انطلاقا من شعار «انا خليجي».

بدأ نائب رئيس اتحاد المنظمات الاهلية فى العالم الاسلامي المحامي مبارك المطوع حديثه بالابتهال الى الله سبحانه وتعالى ان يوفق القادة الخليجيون اليوم لما فيه خير الامة والشعوب الخليجية وان تكلل مساعي سمو أمير البلاد بالتوفيق والسداد.
وقال: نحمد الله ان مساعي سمو الامير في لم الشمل الخليجي قد تكللت بالنجاح ونتمنى ان نقطف ثمار هذا الاجتماع وتتضح بشائر الحكمة الخليجية والعربية والاسلامية الاصيلة التي يتصف بها رجال امتها مؤكدا ان موقف صاحب السمو أمير البلاد من الازمة يسطر بالذهب في صحف الماضي والحاضر والمستقبل للجهود التي بذلها طوعا وعن طيب خاطر للم الشمل الخليجي.
ولفت الى ان تاريخ مجلس التعاون يتطلب الدفع بالمزيد من خطوات التعاون والتلاحم وكفانا انتظارا فما ذاقته المنطقة من فرقة وتشتت لا يسعد أحد من شعوب المنظومة والامال معقودة على هذا الجمع الطيب لأن يكون عاملا ومنتجا على ارض الواقع وليس لمجرد ابراء الذمة والدعاء للمنظومة ان تلتئم من جديد للتوصل لما يفيد الامة. وتمنى ان يلمس المواطن الخليجي والعربي الجهود على ارض الواقع من خلال مصالحة خليجية كاملة ومشروع مشترك يشمل جميع النواحي الامنية والسياسية والاقتصادية وقبل هذا وذاك انهاء حالة الشد والجذب واطفاء سعير الاعلام الملتهب من وقت لاخر.
وأكد الوزير الاسبق علي البغلي انه من حسن الطالع ان تنعقد القمة الخليجية في ضيافة الكويت بقيادة أميرها سمو أمير الانسانية الشيخ صباح الأحمد متمنيا ان تكلل الجهود بالنجاح ورأب الصدع ما بين الاشقاء وان تكلل جهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بالتوفيق والسداد بعد الجهود الطيبة التي بذلها منذ اندلاع الازمة المفاجئة بين الاشقاء.
واشار الى ان دول مجلس التعاون جميعها يربطها مصير مشترك متمنيا تطويق الخلاف والتغلب على جميع السبل التي عكرت صفو العلاقة وطي هذه الصفحة وان يتجاوز الاخوة الخليجيون هذه المرحلة وان تستجيب الشقيقة قطر لدعوات رأب الصدع.
فيما قال الرئيس السابق لجمعية المحامين المحامي عبدالله الايوب ان وجود مجلس التعاون الخليجي بات ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة وان انعقاد القمة يأتي في ظروف شديدة التعقيد تتطلب التغلب على سبل الخلاف..والله سبحانه وتعالى يعين سمو الامير على القيام بدوره الانساني وواجبه الاخلاقي نحو اشقائه.
وتمنى الايوب ان يؤتي الاجتماع ثماره حتى تنعكس على شعوب المنطقة مستدركا.. ولكن ذلك مرتبط بنوايا الاطراف ومدى استعدادها لتجاوز الازمة وادراك طبيعة المرحلة وما تتطلبه من وحدة وتكاتف لمواجهة المستجدات.
نظرة ثاقبة
فيما رأى الوزير الأسبق يحيى السميط ان انعقاد القمة يأتي في ظروف بالغة الدقة والحساسية لاسيما وان هناك جرحاً يتطلب العلاج كما ان منظومة مجلس التعاون الخليجي تختلف عن أي منظومة اخرى لان شعوب الخليج تجمعها اواصر قربى وصلة مصاهرة بما يتطلب تطويق أي خلاف.
وقال ان التداعيات الراهنة تتطلب نظرة ثاقبة للاخطار المحدقة وقراءة التوجهات العالمية المرتبطة بسلاح البترول الذي لم يعد مثل السابق بعد انخفاض اسعاره نظرا لكثرة المعروض منه بعد اكتشاف النفط الحجري وهو ما يتطلب تكاتف دول الخليج وتوحيد شعوبها وجيوشها حفاظا على المنظومة حتى تستطيع الدفاع عن نفسها.. ومهما كان حجم الخلاف لابد من المحافظة على صلة الارحام ولكن حكمة وحنكة سمو الامير ونظرته الثاقبة للاحداث تؤهله لترطيب الاجواء ومن المؤكد ان سبل الخلاف لن تحل في جلسة واحدة ولكن مجرد التقاء الاشقاء وجلوسهم على طاولة واحدة يمهد الطريق لتقارب وجهات النظر وبحكمة سمو الامير ومساعيه الحثيثة لتطويق الازمة منذ اندلاعها يمكن البناء على توصيات هذه القمة والاستفادة من عامل الوقت.
البيت الخليجي
فيما قال الوزير الاسبق جمال شهاب ان «الظفر ما يطلع من اصبعه» فلابد من البيت الخليجي أن يعود لوحدته المعهودة التي جُبل عليها مهما طال الزعل فالآمال المعقودة على كبير البيت كبيرة ونأمل ممن هم خارج البيت ألا يتدخلوا بين الخليجيين لأنهم لن يفلحوا أبداً.
وقالت رئيس معهد المرأة للسلام المحامية كوثر الجوعان ان القمة الخليجية عقدت في توقيتها المحدد وهي تعقد في ظروف واحداث غير عادية «جلجلت الخليج بكامله».. واذا كانت القمم الخليجية السابقة تعالج اوضاعا اجتماعية واقتصادية وامنية والاخيرة في الحدود العادية فان هذه القمة التي كان انعقادها يتأرجح يتم او لا يتم بسبب الخلاف الخليجي الخليجي بين الدول الثلاث السعودية والبحرين والامارات ضد قطر. ووصل هذا الخلاف حدته بالمقاطعة مع قطر..وكان اليأس من عدم الانعقاد للأزمة التي كبرت وتشعبت واضحا.. لكن المساعي الحميدة لصاحب السمو -حفظه الله- في رأب الصدع كانت واضحة منذ اندلاع الخلاف في درجته الاولى فسارع بالسفر الى كل من الدول الثلاث من جهة وقطر من جهة اخرى في شهر رمضان الماضي الذي يحتاج فيه الانسان الى الهدوء وأداء الطاعات التي يستلزمها هذا الشهر.
لم يهدأ صاحب السمو وهو يرى البيت الخليجي يضعف او يهتز والتي اتت فكرة بنيانه من الكويت واطلقها أميرها الراحل سمو الشيخ جابر الاحمد -رحمه الله- عام 1985 وسوق له بجدارة فائقة صاحب السمو الامير حفظه عندما كان وزيرا للخارجية وظل ملازما وداعما لهذا البيت الخليجي حتى يتحقق ما رمى اليه قادة الكويت من انشائه وما تريده دول الخليج الست من تحقيق الامال لدولهم وشعوبها.
تأتي القمة الخليجية في ظروف شديدة الحساسية وساخنة على جميع المستويات الاقليمية والدولية. اليوم وبعد مخاض عسير كان لصاحب السمو دوره الفاعل شهد له القاصي والداني واشاد رؤساء ومنظمات عربية واممية بدوره.
صاحب السمو كان حريصا ان تعقد القمة في توقيتها المحدد وان تعقد بكامل أعضائه ولا ننسى كلماته بشأن مجلس التعاون حيث قال «لن يهدأ لي بال الا بعودة البيت الخليجي الى بيته الموحد.. وسأعمل كل ما في جهدي ولن أمل ولن أتعب، هذه القيادة السامية عن كل خلاف الحريصة على وحدة البيت الخليجي في ظل اعاصير قادمة على المنطقة تعب من اجله ليعود البيت الخليجي اليوم بكامل أعضائه الى الكويت ليجتمع ويناقش ويسامح لينطلق البيت الخليجي ثانية محلقا في فضاءات ارحب للعمل».
اننا نتطلع كشعوب الى حل الازمة الخليجية والنظر الى مستقبل المنطقة التي يطمع بها الجار القريب قبل البعيد.. وان يعم الامن والسلام خليجنا وتتوحد صفوفنا فخليجنا واحد ومصيرنا واحد ونبارك لصاحب السمو خطواته الرائدة في جمع البيت الخليجي على ارض الكويت المسالمة.
كما يسعى صاحب السمو من جهة اخرى الى محاربة الارهاب وقتل الابرياء داخليا واقليميا ودوليا ويشارك الدول التي يطالها الارهاب بالمواساة والدعم كيف لا وهو قائد العمل الانساني.

ظروف حرجة
فيما قال استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الكويت د.علي الزعبي ان القمة تعقد في ظروف حرجة على مستوى مجلس التعاون والوضع الاقليمي الملتهب.. وبالتالي فانا ارى انها قمة (الضرورة) والتي نأمل ان تحلحل الوضع المتأزم من اجل مستقبل افضل لدول الخليج والمنطقة.
ولا ننسى في هذا المجال دور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد -حفظه الله ورعاه- والذي اخذ على عاتقه لعب دور مهم في تخفيف حدة الصراعات والمشاكل بين دول المجلس في الفترة الاخيرة ونسأل الله له التوفيق في رأب الصدع الخليجي.
قمة تأسيسية
فيما أكد السياسي احمد العبيد ان قمة اليوم تعادل القمة التأسيسية الاولى ان لم تكن أهم منها فأوضاع البيت الخليجي الان لا تخفى على أي سياسي أو مراقب للاحداث فكمية التداعيات السلبية كثيرة وكبيرة على جميع المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية وقبل هذا وذاك الاجتماعية ولكن الكويت بوصفها الوسيط العاقل استطاعت عقد القمة على الرغم من دقة الظرف وتمكنت من جمع الاشقاء القادة على الطاولة للحوار والتباحث والتشاور وصولا الى حلول عملية مرضية لجميع الاطراف وهو امر وارد وبقوة لذا فان المجتمعات الخليجية تبني آمالاً كبيرة للوصول الى بر الامان وطي صفحة الخلاف واعادة اللحمة وتوحيد الصفوف والنظر الى المستقبل بايجابية.
بدوره قال الخبير الاستراتيجي عقيد ركن طيار متقاعد عبد الكريم الغربللي ان للمواطن الخليجي امنيتين الاولى بوادرها قد تحققت ونتمنى ان تنتهي الى لم الشمل الخليجي اما الامنية الثانية فهي ان ننتقل من عملية الحسم الى الحزم بحيث تتفرغ دول الخليج للتنمية في بلدانها وسط هذه التحديات المحيطة بالمنطقة وان ننتبه الى من هم داخل البيت الخليجي من غرباء يحاولون ابتزازه متمنيا للقادة طيب الاقامة والتوفيق وتنقية النفوس برعاية سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في بلدهم الكويت ونحن نتطلع الى أمنية طالما رددناها وهي «انا الخليجي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى