منوعات

هل صُنع بكوكب آخر أم جلبه الفراعنة من الفضاء؟.. «خنجر عنخ آمون حيّر العلماء»

IMG_7953

عام 1925 عثر عالم الآثار هاورد كارتر على خنجرين داخل مومياء الفرعون الشاب الذي حُنّط قبل أكثر من 3300 سنة، أحدهما حديدي والآخر شفرته من الذهب.

احتار العلماء على مدى عقود طويلة في أمر شفرة الخنجر الحديدية ذات المقبض الذهبي والطرف الصخري البلوري والنصل المزين بزخارف زهرة الزنبق وحيوان ابن آوى، فالمشغولات الحديدية كانت نادرة في مصر القديمة، كما أن الحديد في الخنجر لم يعلُه الصدأ، وفقاً لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

عكف الباحثون المصريون والإيطاليون على فحص المعدن باستخدام مطياف الأشعة السينية بغية تحديد تركيبه الكيميائي، فوجدوا تركيبه غنياً بالنيكل والكوبالت، “ما يشير وبقوة إلى أصله الفضائي”، حيث قارن العلماء هذا التركيب بنيازك سقطت ضمن مسافة 2000 كيلومتر من سواحل البحر الأحمر المصرية، ووجدوا المستويات في أحد هذه النيازك مقاربة جداً.

النيزك الذي تطابقت نِسَبُه مع الخنجر أطلق عليه اسم نيزك “الخارجة”، وكان عُثر عليه في مدينة مرسي مطروح على بعد 240 كم غرب الإسكندرية، وقد كانت مرسى مطروح على عهد الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد تُعرف باسم “آمونيا”.

وقد نشرت البحوث يوم الثلاثاء 31 مايو/أيار 2016 في مجلة علوم النيازك والكواكب Meteoritics & Planetary Science.

رغم أن القدماء عرفت عنهم المشغولات النحاسية والبرونزية منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد إلا أن المشغولات الحديدية لم تظهر إلا لاحقاً وعرف عنها ندرتها في مصر.

ففي 2013 وجد أن 9 خرزات حديدية مسودة اللون استخرجت من مقبرة شمال مصر قرب نهر النيل كانت قد ضربت من شظايا نيزكية وأنها مزيج من حديد ونيكل، ويعود تاريخ الخرزات إلى عصر ما قبل الفرعون الشاب عام 3200 قبل الميلاد.

وقد لاحظ العلماء أن قدماء المصريين في القرن الـ13 قبل الميلاد كانوا يستخدمون لفظة تترجم حرفياً “حديد السماء” لوصف كل أنواع الحديد، هذا المعدن الذي أولوه مكانة خاصة لصنع أدوات الزينة والطقوس الدينية.

وكتب الباحثون: “إن إدخالهم هذا اللفظ في تسمية المركب إلى لغتهم يعني أن قدماء المصريين كانوا على علم ومنذ القرن الـ13 قبل الميلاد بأن قطع الحديد هذه نزلت من السماء، ما يعني أنهم سبقوا الثقافة الغربية بأكثر من 2000 عام”.

وقالت الباحثة في الآثار المصرية، جويس تايلديسلي، من جامعة مانشستر، إن قدماء المصريين كانوا يُجِلّون ويقدسون الأجسام السماوية التي تسقط على سطح الأرض، ففي حديث لها مع مجلة Nature قالت بخصوص أبحاثها حول الخرزات الحديدية إن كل ما يسقط من السماء كان يعد هبة من الآلهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى