آراءصورة و خبر

المطوع:العدل والسلام من حقوق الإنسان فأين المجازفة ؟

بقلم المحامي الأستاذ/ مبارك المطوع

مبارك المطوع

لقد قرأت بإمعان وتفهم وتقدير وإعجاب مكتبة معالي الأستاذ/ دومينيك دوفيلبان وزير الخارجية الفرنسي في صحيفة الحياة يوم السبت 20 أيلول/9/2003 الموافق 23 رجب 1424 هـ العدد 14789 .

في مقال بعنوان ” المجازفة بخوض السلام في الشرق الأوسط “

والذي يتضح فيه الرغبة الصادقة لديه للتوجه للسلام والبحث عنه والعمل لأجله مع الشعور بالمخاطر والمصاعب واحتمالات الفشل المحيطة به ولذلك سماه ” مجازفة” وهو بحق أمر غير واضح ولا مضمون وإحتمالي بحت ـ رغم كل القوة التي تنطلق منها قوة الحق ـ فالسلام حق ـ وقوة الداعين له والداعمين ومع ذلك هو مجازفة ..

وربما فات معالي الوزير الكاتب أن السلام المنشود يحتاج إلى أساس للقيام عليه ولابد أن يكون الحق هو الأساس ـ والعدالة ـ هي الوسيلة للوصول للحق فهل الكاتب أو دولته أو الاتحاد الأوروبي كله أو الولايات المتحدة قادرين على تحقيق العدالة والتوصل للحق ليكون أساساً لهذا السلام .. ونقولها كنتيجة وبكل شجاعة قبل الإجابة على التساؤل السابق ..

إن الفشل حليف كل المحاولات مالم تقم على الحق ـ والحق هنا يكاد يكون معدوماً ولا مكان له في كل محاولات السلام لأنه عادة ما يبني على باطل قائم والباطل هنا هو الاحتلال والذي تعترف به الدول كبيرها وصغيرها وموثق بقرارات الأمم المتحدة … ولذلك فإن ما يبني على الباطل فهو باطل ـ بل وفاشل .. مالم تسعى الدول الكبرى بداية (ومنها دولة الكاتب) بإنهاء حالة الاحتلال أولا . ومن ثمة إعطاء الحق لأصحابه .. ومن الحقوق التي تحترمها الدول وفرنسا بالذات حق المقاومة في مواجهة الاحتلال وهو ما عانته ومارسته فرنسا التي وقعت تحت الاحتلال ونالت حريتها وسيادتها بعد مقاومة شرسة ومعلومة في وجه المحتل النازي .

فلولا الدعم أو المساعدة الغربية الأمريكية أو الأوروبية لاسرائيل في كل ممارساتها ومشاريعها .

تعليق على المبادئ التي طرحها دوفيلبان :

1 ـ      المجازفة بالسلام … من قال أن الإرادة الشعبية تتجه نحو سلام باطل ـ لا عادل ـ المطلوب سلام عادل ..

2 ـ      إزالة الإبهام (أم عض الإبهام) .

ـ         البعض يردها دولتان / يهوديتان أحدها بإدارة صوتية والثانية نفسها بأسماء عربية كما في التاريخ اليهودي مملكتان .

ـ         مفهوم السيادة والاستقلال حقيقة لا كذبة (كما حصل في دول أخرى)

ـ         أي قرار للأمم المتحدة أنشأها ـ وأي إسرائيل وماحدودها ـ والتزاماتها الدولية .

3 ـ      وضع حد لمنطق الثوابت ـ التي تمثل وصفة تقود للفشل ..

          إذا كان تسميتها منطق وثوابت فكيف تنتهي ونوضح حصولها ..

          امتناع الإسرائيليين بخطوات ملموسة كأعتقال الإرهابيين ومحاكمتهم وإزالة نشأتهم (يعني حماس والكتائب والجهاد) الخ ..

          هذه هي التي تشكل الإرادة الشعبية الحقيقية / التي تكلم عنها في البداية والتي تريد السلام وليس ما يصرح به حفنة من المسئولين لا يعبرون في الحقيقة عن إرادة شعبهم الذي يقدم الدماء والأرواح والشهداء وهم يقدمون التصريحات والكلام ويتقاضون بالمقابل الأموال والمناصب .

          ياسر عرفات فرد وقريبا سينتهي ويزول كغيره ولا يبقى إلى الشعب وإرادته.

          فهل هو مدخر لدول يرضى الأطراف قبل زواله كما حاول من قبل في أسلو وكمب ديفيد وولتماريتر وما كل ذلك سوى إرادة الشعب لأحد سواه ..

          وكان المطلوب أن يعمل هو وسلطته شرطيا وحارسا للحكومة الإسرائيلية فيعتقل ويضرب ويعدم شعبه وفصائل المقاومة حتى يرضيهم ويبدوا أن أحد لم يتناسى من إمكان قيامه بهذا الدور مباشرة أو عن طريق رئيس وزراء كائنا من كان ـ وهو الدور المرسوم والمنتظر ..

  4 ـ      التحرك سريعا (الإنجاز السريع) .

          ربما يتطلب ذلك احتلال دولي ـ بدل اسرائيلي تحت غطاء القوات الدولية لحفظ السلام والأمن والسلم والتي يجري ذلك أيضا بعد فضيحة احتلال العراق التي كشفت عن الدور الدولي وأصبحت كل الدول في الاحتلال سواء.

5 ـ   العمل جماعيا .. لا أدري هل هو بحث عن دور لفرنسا للتفرد الأمريكي والبريطاني / وعتاب الأطراف المعنية .. أم أن .

هل يضمن سلامة ونزاهة أي استفتاء (خاصة في الفوضى التي تحدث عنها أحمد قريع بنفسه ) .

ختاماً نقول أن الأسرة الدولية لا تفتقر للوسائل والأدوات اللازمة لمعالجة المسائل ونقولها باختصار هل المسألة لا تحتاج إلا للعدل فهل الأسرة الدولية لديها هذه الأداة مهما ملكنا غيرها وفقدت العدل فلا يمكن أن تنتهي هذه المأساة التي بدأت باغتصاب بالقوة والحيلة والقانون ولا تنتهي إلا بنفس الوسائل .

       

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى