منوعات

نجيب .. عالم الذرة النجيب

شوارح حماك

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن ومن مصر لتطوان

العلماء والمبدعون العرب علموا العالم  عبر كل العصور ، ففي كل مجالات الحياة نجد لهم بصمات طوال التاريخ . وفى هذا الباب نلقى الضوء على كل ذى فكر آخاذ  ، وكل صاحب عمل تنموي بارع يخدم به الوطن ويؤثر به ايجابياً في حياة الناس ، ليصبح رمزاً من رموز عربية تصنع الفارق وتؤسس لمستقبل أرحب .  ليتعرف عليه القراء ونهدى له جميعاً وردة  وندعو له بالصحة والسؤدد على ما قدم من مستودع ابداعاته الخير للبشرية .

 

 الدكتور سمير نجيب عالم الذرة 

55520_0 (1)

حياته

يعتبر سمير نجيب عالم الذرة المصري من طليع  جيل الشاب من علماء الذرة العرب، فقد تخرج من كلية العلوم بجامعة القاهرة في سن مبكرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة , ولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة ، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين , وأظهر نبوغاً مميزاً وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات – خلال بعثته إلى أميركا – لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.

تصادف أن أعلنت جامعة ديترويت الأمريكية عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها في علم الطبيعة ، وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مائتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات ، وفاز بها الدكتور سمير نجيب , وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة ، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين ، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا.

وكالعادة بدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه ، ولكنه بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده ووطنه في حاجه إليه فصمم على العودة إلى مصر وحجز مقعداً على الطائرة المتجهة إلى القاهرة يوم 13/8/1967.

ما أن أعلن د. سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر , وعُرضتْ عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كي يبقى في الولايات المتحدة.

ولكن الدكتور سمير نجيب رفض كل الإغراءات التي عُرضتْ عليه , وفي الليلة المحددة لعودته إلى مصر ، تحركت القوى المعادية لمصر والأمة العربية ، هذه القوى التي آلت على نفسها أن تدمر كل بنية علمية عربية متطورة مهما كانت الدوافع ومهما كانت النتائج.

 وفي مدينة ديترويت وبينما كان الدكتور سمير يقود سيارته والآمال الكبيرة تدور في عقله ورأسه ، يحلم بالعودة إلى وطنه لتقديم جهده وأبحاثه ودراساته على المسؤولين ، ورؤية عائلته بعد غياب طويل.

في الطريق العام فوجئ  نجيب بسيارة نقل ضخمة ، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات.

 حاول قطع الشك باليقين فانحرف إلى جانبي الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه .

 وفي لحظة مأساوية أسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور , وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت ، وقُيّد الحادث ضد مجهول ، وفقدت الأمة العربية عالماً كبيراً من الممكن أن يعطي بلده وأمته الكثير في مجال الذرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى