Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

العنيزي: قصة رجل اهتدى في ليلة

يوسف عبدالله العنيزي
يوسف عبدالله العنيزي

يوسف عبدالله العنيزي:

حكى لي أحد الأصدقاء أن أحد أقربائه انتقل إلى رحمة الله، فأقيم العزاء في ديوانية العائلة التي تقع أمام أحد مساجد البلاد، يضيف صاحبي أنه عندما يرفع أذان المغرب يذهب الجميع  للصلاة إلا “أبي” الذي كان منغمساً في ملذات الدنيا فجرفته بتيارها، لاحظنا خلال ثلاثة أيام العزاء أن الشخص غير الشخص، فقد بدا قليل الكلام كثير السرحان يكاد يكون حاضراً بجسده غائباً بذهنه، ظننا في بادئ الأمر أن هذا التغيير يعود لفقدانه أحد أقربائه الذي كان رفيق دربه وصديق صباه.

 بعد ما يقارب أسبوع من ذلك وفي إحدى الليالي وعندما انطلق النداء الخالد لصلاة الفجر قفز الرجل من فراشه، ثم توضأ ولبس ملابسه وهمّ بالخروج، سألته زوجته “وين رايح تو الناس الدنيا ظلمة” أجابها بصوت تخنقه العبرة ودمع تحدر من مقلتين أضناهما ألم دفين “رايح المسجد”، وهناك في المسجد انتحى جانباً وانخرط في بكاء حاد، دنا منه أخوه متسائلاً: “إن شاء الله خير”، تكلم، وما كاد، قائلاً: “يكفي… يكفي هذه السنون وأنا بعيد عن ربي، يكفي مجافاتي للمسجد… يكفي”، ثم عاد إلى خلوته.

يضيف صاحبي ومنذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا غدا والدي “حمامة مسجد” وصدق رب العزة بقوله تعالى “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ”، يكمل صاحبي روايته: بعد أيام من ذلك وفي إحدى الأمسيات وبينما كنت أجلس بجانبه دنا مني قائلاً: “ودي أروح بيت الله الحرام… نفسي تهفو لزيارة مكة المكرمة تلك المدينة التي أمضى فيها رسول الله سنوات من عمره المبارك”، ثم خنقته العبرة.

 لم أجبه بل ضممته برفق ونزلت إلى أحد مكاتب السفر وقمت باتخاذ ما يلزم، وبعد يومين غادرنا الكويت الغالية متوجهين إلى الديار المقدسة، وقد رافقني أحد أقربائي الذي أبدى سروراً غير عادي بذلك التغيير الذي حدث لوالدي، وهناك في الحرم المكي فرش والدي سجادته أمام الكعبة المشرفة، وجلس بخشوع يناجي ربه بلسان يلهج بالدعاء ودمعه يتحدر من مقلتين أضناهما الابتعاد عن الخالق.  وأضاف صاحبي: أشفقت عليه فدنوت منه قائلا: هون عليك يا أبي فقد فتح رب العزة باب التوبة على مصراعيه بقوله “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

أنهى صاحبي روايته وبدأت بالتساؤل: ترى ماذا رأى الرجل في تلك الليلة أو ماذا سمع؟ وبالتأكيد لم تأت هدايته من خلال أحد البرامج الدينية التي تغطي مساحة إعلامية واسعة بكلام معاد ومكرر، وبالتأكيد لم تأت هدايته من خلال خطب علماء ومشايخ الدين الذين كلما زاد عددهم، في اعتقادي، زاد الانشقاق والفرقة بين المسلمين إلا من رحم ربي، وبالتأكيد لم تأت هدايته من خلال الدعوة للإسلام التي حملها البعض كما يحمل الرشاش والمدفع والصاروخ لإقامة خلافة إسلامية تمارس القتل والتشريد والتدمير واغتصاب الفتيات وسبي النساء وقطع الرؤوس.  فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية، ودعاؤنا إلى الله أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

 

قصة نجاح

انطلق من إمارة “أم القيوين” في دولة الإمارات العربية المتحدة، فبعد أن أنهى دراسته الثانوية بالدولة تم اختياره لتكملة دراسته في الولايات المتحدة الأميركية في مجال الهندسة، وقد كان عند حسن ظن من اختاره، فأمضى خمس سنوات من عمره بجد ومثابرة وتميز، عاد بعدها إلى البلاد التي كانت في أمس الحاجة لشبابها، فتولى العمل في مجال النفط، ثم انتقل إلى العمل في مجال الاتصالات، ونتيجة لجدارته واقتداره وما يتميز به من أخلاق عالية فقد تم اختياره لتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات للخدمات القابضة التي تتولى الإشراف على ثماني شركات متخصصة في عدد من المجالات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق أخرى، فتهنئة من القلب للأخ العزيز مصطفى أحمد العتيق “بوسعيد” لتولي هذا المنصب الهام مع الدعاء له بالمزيد من التوفيق والنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى