آراءمحلي

الرشيدي: المعارضة تعود للانتخابات

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي:

قبل نحو 3 أشهر، ذكرت ان المعارضة ـ أعني معارضة الاغلبية ـ تستعد للعودة الى المشهد السياسي عبر القنوات الدستورية، وذكرت في مقالي ان 90% من اعضاء كتلة الاغلبية تستعد للعودة الى المشهد السياسي عبر اول انتخابات برلمانية تعقد، وهذا هو ما يحدث الآن، اذ توقفت المعارضة نهائيا عن استخدام لفظ «مقاطعة»، بل والابتعاد عنه، وان «المقاطعة» كلمة انتهت صلاحيتها سياسيا بالنسبة لهم.

****

الآن، تدفع المعارضة وعبر قواعدها «البسيطة» حاليا الى ان تتبنى تلك القواعد رأيا يدفع بضرورة خوض «الاغلبية» لأي انتخابات قادمة، بل ويدفعون وكما هو واضح لرفع شعار «المقاطعة الاولى صحيحة.. والمقاطعة الثانية خطأ» كنوع من التخريجة السياسية التي تحفظ ماء الوجه امام بقية قواعدهم وتحديدا امام الشارع، والحقيقة ان هذا الامر مشروع الاستخدام لكتلة الاغلبية، ويعتبر نوعا من الدفع السياسي باتجاه عودة رموز المعارضة الى المشهد السياسي عبر القنوات الدستورية.

****

والحقيقة التي اتضحت جليا الآن، ولا بأس ابدا من الاعتراف بها، ان المقاطعة الاولى كانت خطأ سياسيا ارتكبته المعارضة، وان المقاطعة الثانية كانت كارثة سياسية ارتكبتها المعارضة بحق نفسها، وربما لم تكن الامور واضحة سياسيا، في اول انتخابات للصوت الواحد، ولكن الثابت الآن والواضح ان انتخابات الصوت الواحد الاولى والثانية كانت يجب ألا تتم مقاطعتها سياسيا من جميع الاطراف، خاصة بعد ان اثبت مرسوم الصوت الواحد انه اوقف حالة التدهور السياسي التي كانت يتجه اليها البلد.

****

المشكلة هنا ان اغلب المتعاطين مع السياسة تعاملوا مع «مرسوم الصوت الواحد» بشيء من العاطفة، ولم ينتبهوا لأمر مهم جدا ان مرسوم الصوت الواحد ـ بغض النظر عن مخرجاته ـ كان اشبه بطوق نجاة للبلد ككل، وانه انتشله من دوامة كانت تتجه به الى الفوضى ووضعه على بر الامان السياسي بل الاستقرار السياسي الذي كدنا نفتقده منذ نوفمبر 2011، وما حصل فعليا وبعد قراءة وتجربة جاءتا بعد 3 سنوات ان مرسوم الصوت الواحد كان صمام الامان السياسي وكان يجب على المعارضة ألا تقاطعه، بل كان يجب على جميع التيارات السياسية ومنذ انتخابات الصوت الواحد الاولى ألا تقاطعه، واليوم يثبت ان مرسوم الصوت الواحد كان هو خارطة الطريق نحو الاستقرار السياسي الذي كاد يفقده البلد.

****

ليس من خطأ هنا ان تعيد قراءاتك السياسية وفق المصلحة العامة للبلد، والاهم ان ننتبه ان البلد ليس بمعزل عن محيطه الاقليمي الذي يغلي سياسيا، وما فعله مرسوم الصوت الواحد هو انه أبعدنا عن حالة الغليان السياسية وارسى قواعد الامن السياسية للجميع موالاة ومعارضة، بل معارضة قبل الموالاة.

****

ربما يمتنع البعض من المعارضة عن الاعتراف بهذا الامر الآن، لكن لو قاموا بقراءة موسعة للمشهد السياسي داخليا وخارجيا لأيقنوا ان الصوت الواحد كان قمة الحكمة السياسية التي اطلقها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى