خبراء لــ “حماك ” :القروض المتعثرة تسقط أمام جودة الأصول
الرباح : تحسن البيئة التشغيلية وبازل 3 يعززان محفظة الأصول
اسبيته : البنوك تغلبت علي مخاطر القروض بمخصصات 100 %
كتب : أحمد حسن
رغم قلة الفرص الإستثمارية في الكويت ، حافظت البنوك خلال النصف الأول علي مستوي جيد
من الرسملة القوية، والسيولة الكافية لتتخلص تدريجياً من القروض المتعثرة والمخصصات المقابلة لها .
حيث توقعت وكالة “موديز” مؤخرا تعافى صافي الربحية، لدي القطاع المصرفي مع تراجع عبء المخصصات ، خاصة المتعلقة بالقروض المتعثرة، والتحسن الذي ستفرضه زيادة التدفقات النقدية للمقترضين من الشركات على جودة الأصول واسترداد القروض .
ويري المحلل المالي عبد العزيز الرباح أن التحسن يعزي إلي عدة مبررات أهمها صندوقي الأسرة والمعسرين وتسوية جزء كبير من القروض الشخصية والإستهلاكية ، بالاضافة إلي الشروع في مشروعات تنموية كبري ضمن الخطة الخمسية ، فضلا عن معايير بازل 3 التي أقرها البنك المركزي الشهرالماضي .
لكن ” موديز ” تري أن التركزات الائتمانية العالية في بعض القطاعات خاصة غير المفصح عنها للقروض المعاد هيكلتها قد تشكل مخاطر على النظام المالي ، لكنها في المقابل تتوقع زيادة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للكويت إلى 4.4 % العام الجاري ، وهو أعلى معدل منذ 2007، مدفوعاً بزيادة الاستهلاك المحلي، والإنفاق الحكومي، وهذه الظروف المواتية تعزز النمو الائتماني المرتفع إلى 10 % تقريباً
الرباح يعتبر جودة أصول البنوك عامل قوي علي طريق التخلص من القروض الرديئة والمتعثرة ، إذ أحرزت المصارف المحلية تقدماً كبيراً في إعادة تأهيل دفاتر قروضها ، ونجح كثير من الشركات في إعادة جدولة قروض بمبالغ كبيرة ، لاسيما في ظل الظروف التشغيلية المعتدلة طول الأعوام الماضية.
وتتوقع ” موديز ” انخفاض القروض المتعثرة إلى 3 % من إجمالي القروض خلال عامي 2014 و2015، من أصل 4.6 % نهاية 2013، بعد أن بلغت ذروتها في 2009 عند مستوي 10.2 %.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي في شركة شرق للاستثمار هاني اسبيته : النظام المصرفي حافظ على قدرته على امتصاص خسائر القروض الكبيرة، بفضل مستويات الرسملة القوية، وتحسن تغطية المخصصات بنسبة بلغت 100 % لدي بعض البنوك ، وعليه تبقي المخاطر في حدود مقبولة ، حيث تعاملت البنوك مع ملف القروض المتعثرة بطريقة محاسبية جيدة، وسداد أية أقساط يدخل ضمن الأرباح لوجود مخصص بكامل القرض .
ويشير تقرير حديث لبيت التمويل الكويتي ” بيتك ” إلي أن وتيرة القروض المتعثرة سوف تتراجع بصورة طفيفة لتتراوح ما بين 5 إلى 5.5 % خلال 2014 من مستوي 5 إلى 6 % خلال 2013 وفق متوسط ” 8 بنوك ” بدعم من النمو الإيجابي للناتج المحلي الإجمالي نتيجة ارتفاع أسعار النفط مما يضمن قوة الموقف المالي والمحافظة على الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى مرونة الاستهلاك المحلي في أعقاب زيادة رواتب موظفي القطاع العام ومعاشات التقاعد، فضلاً عن إعادة تنظيم البنوك لميزانياتها العمومية في أعقاب الأزمة المالية العالمية
اسبيتة يعتقد أن القروض المتعثرة في الكويت بلغت ذروتها في 2013 بالنسبة لبعض البنوك بينما بلغت ذروتها للبعض الآخر في 2012 ، مع توقعات بتحسن تدريجي في نوعية الأصول في 2014. هذا وقد كانت مصاريف الانخفاض في القيمة مرتفعة في 2013، ونتوقع استمرار ارتفاعها في 2014 بالنسبة لبعض البنوك نظراً للحاجة إلى تحسين انخفاض احتياطي تغطية خسائر البنوك، مشيرا إلي أن البنوك تتمتع بامتلاكها مستويات عالية من الرسملة، إذ يبلغ معدل إجمالي كفاية رأس المال بمتوسط 19.6 %، وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى للمتطلبات التنظيمية والبالغ 12 %، وهذه ميزة تفضيلية تقيها أية تقلبات مستقبلية في محفظة القروض ككل ، ولا شك أن استقرار البيئة التشغيلية سيترجم إلى نمو إيجابي في أرباح القطاع المصرفي نهاية 2014 ، متوقعا زيادة صافي إيرادات التشغيل بنسبة 9 إلى 10 % بدعم من الإيرادات الناتجة من مشاركة الأرباح من قاعدة القروض القائمة وكذلك النمو الإيجابي للائتمان.
في المقابل توقع ” المركز الدبلوماسي” في تقرير له حول القروض المتعثرة في الكويت ان يحقق تحسين جودة أصول القطاع المصرفي هدف البنك المركزي العام الجاري ، المتمثل في خفض نسبة القروض المتعثرة الى إجمالي القروض من %3.2 حالياً الى %2 في العام 2016 وذلك في ظل سعيه للقضاء على مشكلة القروض المتعثرة بشكل نهائي .
