
بقلم: صالح الشايجي :

عالم الفن ساحر وجميل فيما يصلنا منه مموسقا أو مغنى أو ممسرحا أو في أي شاكلة أو ثوب جاءنا.
ويزخر هذا العالم ـ عالم الفن ـ بطرائف ونوادر وحكايات وقصص لا تقل في روعتها وظرفها عن المنتج الفني نفسه.
وقرأنا كثيرا وسمعنا أكثر عن تلك النوادر والقصص وما تنطوي عليه من ظرف أو ربما موقف انساني أو أي أمر من الأمور.
وفي هذا الصدد سأروي ما سمعته ـ مؤخرا ـ من الفنان البحريني الصديق «أحمد الجميري» حول أغنيته الشهيرة «هلا باللي لفاني يا هلا به».
يقول «الجميري» كنت مرة في أحد الأعراس وسمعت أغنية من مطربة شعبية تغنيها ضمن فرقتها على الايقاعات الشعبية، فراق لي لحن الأغنية ولكن لم أتبين كلماتها، وفكرت في تحديثها وغنائها مع فرقة موسيقية وبصورة فنية مطورة وطلبت من الشاعر الشيخ عيسى بن راشد أن يكتب لي كلمات لها على الوزن نفسه، فكتب لي الكلمات المطلوبة.
ويواصل «الجميري»: ولما كنت في القاهرة لتسجيل الأغنية ومعي بعض عازفي الايقاعات الشعبية البحرينيين، نبهوني الى أن هذه الأغنية ليست من التراث كما كنت أظن، بل ان لها ملحنها وكاتب كلماتها وهو حي يُرزق واسمه «مطر عبدالله»!
أسقط في يد الجميري واحتار ماذا يفعل فاتصل بالشيخ عيسى يعتذر عن عدم تسجيل الأغنية بعدما تبين له أن للأغنية صاحبا وأنها ليست من التراث، ولكن الشيخ عيسى وبظرفه المعهود ألحّ على الجميري بتسجيلها وسيجد لذلك مخرجا.
فسجل الجميري الأغنية مع الفرقة الموسيقية ونسب لحنها لصاحبها وهو «مطر عبدالله» ولكن بكلمات الشيخ عيسى بن راشد.
ولما انتشرت الأغنية ونجحت بصوت الجميري بعدما كانت مغمورة، احتج «مطر» وهو مؤلف الأغنية الأصلية وملحنها أيضا، فجرت تسوية الخلاف بأن اقترح الشيخ عيسى أن يتم تسجيل الأغنية في احدى الجلسات الغنائية التلفزيونية بصوتي الجميري ومطربة شعبية اسمها «شمة الخضاري» على أن يغني الجميري الكلمات التي صاغها الشيخ عيسى وتغني الخضاري كلمات «مطر».
وهذا ما تم فعلا فهذه الأغنية موجودة بثلاثة تسجيلات أولها بصوت «شمة» وكلمات «مطر»، والثانية بصوت الجميري وكلمات عيسى بن راشد، وثالثة مشتركة بين الجميري وشمة وبكلمات الشاعرين مطرعبدالله وعيسى بن راشد!