الصحوة الاجتماعيةمنوعات

آداب الصحبة

الناس في آداب الصحبة لهم وجوه متعددة، فالصحبة تنقسم إلى ما يقع بالاتفاق كالصحبة بسبب الجوار، أو بسبب الاجتماع في المكتب، أو في المدرسة، أو في السوق، أو الأسفار، وإلى ما ينشأ اختيارًا ويقصد.

 وهو الذي نريد بيانه إذ الأخوة في الدين واقعة في هذا القسم لا محالة إذ لا ثواب إلا على الأفعال الاختيارية، ولا ترغيب إلا فيها، والصحبة عبارة عن المجالسة والمخالطة والمجاورة.

هذا وللصحبة آداب كثيرة اجتهد في جمعها كثير من العلماء والأدباء، وأوردها بعضهم في رسائل مفردة، وبعضهم نثرها في كتبه لما لها من الأهمية.

إليك بعضًا من هذه الآداب على سبيل المثال لا الحصر:

التعامل بالأخلاق الحسنة.

التحلي بالأخلاق من شيم النفوس الشريفة والخلال الحميدة، فعلى الخليل أن يتصف بالأخلاق الكريمة في قوله وفعله حتى يعظم في عين صاحبه.

يكفي في الخلق الحسن أنه سبب لمحبة الله تعالى، ومحبة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وأنه حسن عند كل الناس، والنصوص في هذا الباب متوافرة من القرآن والسنة.

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إنَّ من خياركم أحسنكم أخلاقاً”.

أول مفسدات الصحبة الخصومة والجدال، والحط من قدر الآخرين، وبطر الحق، وغمط الناس، ومن أدب الصحبة مجانبة التباغض والتحاسد.

قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .

ما أروع التعامل بالأخلاق الحسنة بين الناس عموماً، ومع الأخلاء خصوصاً بالقول والفعل.

ومن حسن الخلق مع خليلك في مجالسته الإصغاء إليه، “فلا تقطع حديثه فإن ذلك من سوء المجالسة، أو تبدره إلى تمام ما ابتدأ به منه خبراً كان أو شعراً، تُتمُّ له البيتَ الذي بدأ به، وتريه أنك أحفظُ له منه، فهذا غايةُ في سوء المجالسة، بل يجب أن تصغي إليه كأنك لم تسمعه قط إلا منه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى