آراءخبر عاجلدولي

أبورجة : فهم أردوغان ما خدع فيه مرسي

بقلم: مرزوق أبو رجة

2771200451436533958-رجب-طيب-أردوغان (1)
اردوغان

 أرى أن معطيات الصعود والفوز بين اوردوغان في تركيا وحكم الاسلاميين في مصر لا وجه فيها للمقارنة.

جزء من نجاح اوردوغان الذي يبدأ بتوفيق الله اولا وأخيرا ، كان مرده الى عدة عوامل داخلية وخارجية وتنظيمية ومنها:-

١- انفصاله عن شيخه (أربكان رحمه الله) لأن الأخير كان رافضا للتحول الى العمل الحزبي الحديث الجامع ومصرا على المزج بين الحزبية والدعوية.

٢- وجود تنظيم حزبي دقيق على النسق الغربي. كل في مكانه وبصلاحياته ومسؤلياته

٣- وجود برنامج دقيق معد للتنفيذ في شتى المجالات في إطار حكومة ظل قبل ان يصعدوا للحكم

٤- إثبات الوجود وكسب القلوب على الصعيد المحلي (البلدّيات) وارتفاع الرصيد الإيجابي للعدالة في أوساط الشعب.

٥- عدم الخوض في أي من المنغصات الشرعية ولا المصادمة الاجتماعية (كالخمر والدعارة والربا) وترحيل النظر فلها لحين التمكين.

٦- التضخم وشلل الاقتصاد والانهيار الكامل لليرة التركية على يد الحكومات العلمانية المتعاقبة.

٧- تبدل المزاج الاوروبي الرافض للانقلابات العسكرية والقلاقل على اعتاب أوروبا بعد ان هزتها مأساة البوسنة وكشفت عنصريتها.

٨- اللعب على وتر الاعتقاد السائد وقتها وهو التفاوض حول الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والذي كان مثابة الأمل وطوق النجاة للفرد والضمير الجمعي التركي وقتها (قبل العزة والاستقلال والاستغناء الحالي)، مما جعل الجيش يصبر على مضض لأن الشعب كان قد تهيأ نفسيا للانضمام ويتطلع اليه وأن أوروبا لا ولن تقبل بانضمام كيان دكتاتوري عسكري. لذلك خشي الجيش من التحرك.

٩- استصحاب الحس القومي التركي والإرث التأريخي العثماني الجامع لعدة أطياف إسلامية وغير إسلامية.

 أما في مصر:-

١- الحكم كان خليطا بين الحزب والجماعة

٢- أولويات أوروبا والغرب كان تأجيل الاسلام العربي لعلمها بصفاته القيادية الجامعة بخلاف الحالة التركية الخليطة بين التراث العثماني والقومية الطورانية والإسلام كمكون جامع.

٣- وجود أمية سياسية في مجتمع حرم الحراك السياسي لأكثر من ٦٠ عاما منذ انقلاب الضباط الأحرار

٤- محاولة استصحاب تجربة اوردوغان المبنية على التطور المرحلي في حين ان الحالة المصرية مختلفة لأنها ابتداءا مبنية على تحول ثوري أصله التخلية قبل التحلية

٥- رفض العمل الثوري (محاكم – حرس – لجان ثورية الخ) والتردد في الظهور بالمظهر السلطوي الذي كان ينتظره المصريين (عايزين دكر) في إطار الفولكلور السلطوي المصري عبر عقود من الحكم الفردي.

٦- حاجة المجتمع المصري الى شخصية كاريزمية (ناصر – اوردوغان) تدغدغ عواطفهم وتجمع كلمتهم، وليس الى شخصية مرسي (فك الله أسره) رغم قوته وتحمله وصبره.

كانوا يريدون عمر ودرته لا عثمان ولين عريكته رضوان الله عليهم جميعا.

٧- وأخيرا، في ظل دولة عميقة وتغول عسكري كان يجب ان تستمر الثورة وألا ينخدعوا الى ازالة رمز النظام وقتها حتى تتحقق مطالب الثورة الشاملة فيتكون مجلس ثوري اعلى بدلا من أضحوكة المجلس العسكري.

واعلم ان الكثير سيقول بأن معظم ما قلت مرده التحليل اللاحق ، ولكن للاسف، ليس تحليلا لاحقا بل هو من كلاسيكيات البناء الثوري وهو علم مبذول في معظم الكتب المشرحة للمراحل الثورية  ، ومنها كتاب تشريح الثورة أو روح الثورة (لجوستاف لوبون)

وختاما

فليعلم الجميع اننا اليوم لا نزال في معمعة الثورة وكل ما ترونه من حراك وانكسار وثورة مضادة وتكالب إقليمي وأممي ليس الا مرحلة من مراحله الكاشفة الفاضحة ، والموجة القادمة لن تبقي ولن تذر والقادم مذهل اكثر ، والنصر للأمة حتمي ولا ريب ولا شك فيه ، إنما هو التمحيص والاختبار من أجل الاجتباء والتمكين .

والله من وراء القصد

278b16f4-94d3-41c2-b957-32c4e04eed40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى