يكبر الأبناء …وتكبر فيهم نزعة الاستقلال والاعتزاز بالنفس والاعتماد على قوتهم …فينتقلون من حالة الضعف والاعتماد على الأهل …إلى مرحلة القوة والنشاط والانطلاق في الحياة.
ومع تقدم الأبناء بالجسم والفكر والعلم والقوة ….يتقدم الآباء نحو مزيد من العمر والضعف وقلة الحركة …بعد أن كانوا أقوياء نشيطين….. وهذه سنة الحياة .
لكن تعامل بعض الأبناء مع والديهم (في حالة قوة الأبناء) ….مختلف عن تعامل الآباء مع أبنائهم ( في حال ضعف الأبناء)
الوالد يستمع ….مع أن الطفل الصغير يكرر الكلام والطلب عشرات المرات
الوالد يلعب مع الطفل الصغير …مع أنه يعيد تكرار اللعبة عشرات المرات
الوالد يخرج في عتمة الليل أو في برد الشتاء أو تحت المطر ليجلب الدواء للطفل الصغير …
الوالد يعمل طوال اليوم ويتعب …ليأكل الطفل الصغير لقمة هنية
فماذا يفعل بعض الأبناء حين يكبرون ؟!
يتذمرون من طلبات آبائهم ….يتهرّبون من خدمة والديهم ….يتشاغلون عن جلب ما يحتاجه الآباء !
تذكّر يا بنيّ:
أبوك لم يصرخ … ولم يهرب …ولم يتغافل …ولم يتثاقل …ولم ينسَ ….حين كنت تحتاج لشيء أو تطلبه …
يُنسب للإمام الشافعي هذان البيتان :
أطع الإله كما أمر * واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه * رباك من عهد الصغر
محمد عبدالله سالم
