موجز حماك:
إذا تعرف كل أطفالنا على التأمل سيختفي العنف من عالمنا خلال جيل واحد..
” دالاي لاما ”
لنتخيل كيف سيغدو عالمنا لو كان التأمل مادة أساسية في مدارس أطفالنا.. لو تواصل كل أطفالنا مع أنفسهم واتصلوا بنورهم وتعرفوا على سر وجودهم وجوهر خلودهم عندها ستسمو بصيرتهم وينمو وعيهم وتختفي رغبتهم بإيذاء الأخرين..
التأمل يفتح لنا الباب لدرب الحب لنعرف من نحن ولماذا نحن هنا.. مشكلتنا في هذا الزمان أننا دائمو الهروب من أنفسنا ومن ربنا.. نحن مشغولون جداً بأعمالنا ومتاعنا ومتاعبنا دون أن نعطي أنفسنا المجال لنعيش الحال والوصل والوصال مع نورنا ووجودنا..
ماذا لو غيرنا الأسلوب وتوقفنا عن الهروب من أنفسنا؟؟ ماذا لو اكتشفنا كيف نحيا بسلام وانسجام مع ذاتنا ووجودنا منذ طفولتنا؟؟
إذا أصبح التأمل مادة أساسية في مدارسنا سيكتشف أطفالنا شغفهم ويعرفون عشقهم ويختبرون إبداعهم ومواهبهم ليعيشوا الآن بأمان واطمئنان بدلاً من أحلام وآمال المستقبل..
بالتأمل نعرف معنى وجودنا ونكتشف مغزى حياتنا ونتواصل مع أعماقنا وأرواحنا كذلك حال أطفالنا.. عندما يختبرون حال التأمل بانتظام ونظام لن يعانوا القلق والأرق والمرض.. لن يعرفوا المنافسة والسياسة والرياسة.. سيعيشون بصلة ووصال واتصال مع الكائنات من حولهم.. مع الكون والأكوان والمكون..
من الساحر جداً أن نمنح أطفالنا هدية التأمل والتفكر ليصبح التأمل جزءاً لا يتجزأ من حياتهم ووجودهم ولينعموا بفوائده الرائعة.. بالتأمل تمتلئ كل خلية من خلايانا بطاقة النور والحياة لنشع صحة وفرحاً وسلاماً.. وتتناغم موجاتنا الدماغية مع موجات ألفا الشفائية لنصبح أصفى فكراً وأنقى بصيرة وأسمى وعياً..
* هذه لمحة عن أهم فوائد التأمل بناء على أحدث الدراسات العلمية..
– يقوي مناعتنا لمواجهة الأمراض.
– يزيد سماكة قشرة دماغنا مما يعزز وعينا وينشط انتباهنا.
– يخفض ضغط دمنا المرتفع.
– يعدل حموضة دمنا.
– يحسن صحة قلبنا.
– يخفف آلامنا ويهدئ تشنجاتنا العضلية والمفصلية.
– يعزز إفراز السيروتونين ليتحسن مزاجنا.
– يحد من الالتهابات والربو والصداع والقرحة.
– يقلل خوفنا وقلقنا وتوترنا ويزيد تفاؤلنا وثقتنا بأنفسنا..
– يقوي ذاكرتنا.
– يشحن طاقتنا ويزيد سعادتنا ويطيل عمرنا.
– يزيد قدرتنا على مواجهة الصعوبات والتحديات.
– يطور حدسنا ويعزز إبداعنا.
وأهم وأعظم شيء أن التأمل يغيرنا تغييراً شاملاً كاملاً لنكتشف أنفسنا ونعرف سبب وجودنا..
في احدى الدراسات العلمية الحديثة تم دراسة حالة 201 رجلاً وامرأة يعانون من أمراض القلب التاجية وقسم المرضى على مجموعتين.. مجموعة مارست التأمل والمجموعة الأخرى تلقت دورات تعليمية صحية.. بعد مرور 5 سنوات ونصف تبين انخفاض خطر الإصابة بالأزمات والسكتات القلبية بنسبة % 48 لدى المجموعة التي مارست التأمل..
في دراسة أخرى تم مقارنة المادة الرمادية في أدمغة المتأملين وغير المتأملين على مدار سنوات طويلة ونعلم جميعنا أن كثافة المادة الرمادية بدماغنا تتناقص مع تقدمنا بالعمر لكن تبين محافظة المادة الرمادية على كثافتها لدى المتأملين..
تظهر هذه النتيجة الدور الفعّال للتأمل في تنشيط عدة عمليات لحماية جهازنا العصبي..
بينت دراسة أخرى أن ممارسة التأمل بانتظام تزيد كثافة قشرة دماغنا في المنطقة المسؤولة عن إحساسنا وسمعنا وبصرنا فضلاً عن كونها تحد من شيخوخة قشرتنا الدماغية الأمامية..
بعد كل هذه الفوائد الساحرة للتأمل لنتخيل النعم الرائعة التي ستنعم بها أجيالنا القادمة بممارستها للتأمل.. لنحاول جهدنا إدخال نور التأمل لمدارسنا وجامعاتنا..
إذا كنا نريد أن نحيا بسلام وانسجام مع الكون والأكوان.. التأمل هو الحل والحال والوصال لنكتشف سلامنا الداخلي النوراني ونشارك به بحب وشكر وامتنان.
