منوعات

أعظم الجهاد

موجز حماك:يوميات صائم .. مجاهدة النفس

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لغُزاة رجعوا من غزوة: “قَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِالْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ” قالوا: “وما الجهاد الأكبر؟” قال: “مُجَاهَدَةُ الْعَبْدِ هَوَاهُ” (البيهقي: الزهد، 1/165). ففي الحديث دلالة على ما لهذا الأمر من أهمية عظيمة.وإنّ ورود هذا الحديث عند عودة المسلمين من غزوة بالغة الأهمية والخطورة لَيساعدنا على المقارنة بين جهاد النفس ومحاربة العدو، كما أن له مغزًى عميقًا كبيرًا، حيث إنه قيل في وقتٍ يشعر فيه الجميع بنشوة الغلبة والنصر.قد يُقال كلامٌ مهمٌّ ولكن لا يُراعى فيه الحالة النفسية للمخاطبين، فلا يبعث في القلوب تأثيرًا على المستوى المطلوب. فذِكرُ هذا الكلام في هذا المقام له أهمية بالغة في خلاص المسلمين من نشوة النصر التي يحتمل أن يغرقوا فيها. فلقد رغب عليه الصلاة والسلام من وراء هذا الكلام إلى أن يتصدى الصحابة رضوان الله عليهم للأفكار السلبية التي قد تتسلل إلى نفوسهم وهم يدخلون المدينة منتصرين غالبين.

والحق أننا نحسن الظن بصحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، امتثالا لقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (سُورَةُ الْحَشْرِ: 59/10). ولكن مفخرة الإنسانية سيدَنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لعلّه أراد الوقوف منذ البداية في وجه بعض الأفكار السلبية التي قد تتسلل إلى نفوسهم، مراعيًا في ذلك حالتهم الروحية، لأنهم بشر وأنه (صلى الله عليه وسلم) القائم بتربيتهم وتزكيتهم.

ففي الطريق إلى غزوة حنين خطر ببال بعض المسلمين فكرة “لن نغلب اليوم من قلة”، فمُنوا في بداية المعركة بهزيمة مؤقتة، ثم تحول الإدبار إلى إقبال بما بذله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شجاعة وإقدام.

من الضروري أن يتوجه الإنسان إلى إنسانيته ويجادل نفسه ويحلّ المشكلات التي بينه وبين نفسه. ولأهمية هذا الأمر وصف الرسولُ (صلى الله عليه وسلم) جهادَ النفس بالجهاد الأكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى