محمد بن إبراهيم الشيباني:
لم تصمد أي تحالفات منذ أخذت هذه اللفظة سوقها بين المتحالفين وراجت إلا عندما قامت على أساس ديني عرقي، سواء في أوروبا أو شرق آسيا في الهند وغيرها.
الصليبيون والبوذيون واليهود لم يجتمعوا ويتحالفوا إلا على العقيدة الواحدة، سواء كانت حقا أو باطلا، بل ان الإسلام لم ينتشر إلا عندما توحد الأبيض مع الأسود والأحمر والأصفر تحت راية واحدة وهي العقيدة الإسلامية.
واليوم لم تنتصر جماعة الحوثي سواء كانت وراء هذا الانتصار خيانات أو تنازلات أو.. أو.. المهم الحوثيون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا على أساس عرقي ديني، أي راية واحدة، وهكذا التاريخ يحكي لنا القصص الكثيرة من هذا النوع من التحالفات العرقية الدينية أو شبيهتها، أي لا يتوحد الناس سياسة واقتصاداً بسبب ما في القلب من المكر والكيد والاستحواذ والسيطرة.
في عالمنا اليوم كما كان بالأمس لم تستقر التحالفات الإقليمية، التي بنيت على أساس دنيوي بحت، أي مادي، طويلاً، وإنما الذي استمر طويلا هو التحالف الديني البحت، يتنادى الجميع ولو كانوا متباعدين جغرافيا وبينهم مسافات، فالصليبيون قد توحدوا وهم دول، أي ليسوا في بلد واحد، فما بالك إذا كانوا في بلد واحد وقريبين بعضهم بعضا، والحكومة الإيرانية اليوم قامت على أساس ديني ومازالت في التوحد والانتشار والهيمنة!
لا تتسيد الدول وتبقى طويلاً بالتحالفات الإقليمية السياسية، فهي قد تخرق في أي لحظة من اللحظات من دون سابق إنذار، لأنها قائمة على المصالح الوقتية، فما إن تنتهي هذه المصالح حتى تنهي أو تخرق أو تعطل كل الاتفاقات، وقد تتحارب الدول المتحالفة إقليميا مع مرور الوقت على عكس التحالف الديني العرقي.
هذا مجرد تنويه إلى الساسة الذين يحاولون أن يخدعوا الرأي العام بهذه المصطلحات القائمة على الخيال وليس الواقع، والتاريخ القديم والحديث وقصصه المثيرة حافلة بالعبر والأمثال.
لا أعني بكلامي هذا مشروعية الدولة الدينية المستبدة التي لا ترى إلا حكمها ونظامها وإقصاء الآخر من الأديان السماوية الأخرى، وإنما أردت ومن الواقع المشاهد، أن الدولة القائمة على الدين والعرق والطائفة هي التي تستمر طويلاً ولو كانت باطلة.. والله المستعان.
● لا يلتقيان.
«سارت مشرقة وسرت مغرباً وشتان بين مشرق ومغرب». (صديق حسن خان).
