منوعات

أم ومعلم وعالم ركائز النجاح

 

اود استشارتك في موضوع يزعجني كثيرا ويدمر حياتي وحياة أبنائي واشعر أحيانا أنني اصل لمرحلة الانهيار لدي 4 اطفال أعمارهم بين 11 و 2. بيتي دائما في فوضى عارمه زوجي وابنائي فوضوين جدا وأنا متعبه اصبحت عصبية جدا واضربهم كثيرا وكثيرا ما اصرخ… عندما اتحرك فالكل في حالة استنفار وطبعا انعكس ذلك سلبا علينا جميعا فأنا أشعر أني مجرمة بحقهم وحق نفسي وهم يبتعدون عني شيئا فشيئا اشعر أن الله سيحاسبني بظلمي لهم فلم تعد تربيتهم ووجودهم متعه بل اصبحوا يشكلون ضغطا فظيعا لا أدري ما أفعل فقط اشعر أني لم أعد اريد أن أكون كذلك

الحل:

الذي وصفته في رسالتك مررت أنا بمثله أو بما يشبهه: كنت مهووسة بالنظافة والرتابة لدرجة الوسوسة، وكنت إذا اتسخ بيتي أتعب نفسيا وأعاني… الأمر الذي جعلني أقسو على أولادي وزوجي وأضع قوانين صارمة للبيت ولا أخفيك أن الأولاد متعبين ويجعلون الحليم حيران ويخرجون الرزين عن طوره… ولكننا الأكبر والأعقل والله جعل الوصاية لنا لنحافظ عليهم ونسوسهم بطريقة سليمة ومرضية… من أجل ذلك وقفت -يوما- مع نفسي وقفة صارمة وفكرت بما يحدث وأعدت ترتيتب أولوياتي

وكان أعظم اكتشاف لي أن “أولادي ضيوف في بيتي وأنهم راحلون يوما” بل إن الأيام تمضي بسرعة مذهلة وسوف يرحلون قريبا وقريبا جدا، وقلت لنفسي أيهما الأهم : ترتيب البيت أم أن يذكرونني بخير؟ وأيهما الأهم البيت أم أخلاقهم ونفسياتهم وحسن تربيتهم؟؟ اكتشافي أنهم ضيوف عندي.. وتلك الوقفة مع نفسي جعلتني أغير أولوياتي، فأصبح أهم شيء لدي الراحة النفسية والهدوء لي ولهم

وبدأت بتنفيذ تلك الخطة، وبالفعل اخترت مجموعة من القوانين القليلة الصارمة وألزمت نفسي بتنفيذها وتركت بقية الأشياء بلا قيود أو شروط، وخففت من العصبية والصراخ ومع التفاهم استرخيت أنا وتخليت عن وسوستي ورضيت ببيت فيه بعض الفوضى وبعض التجاوزات ولكني كسبت أولادا هانئين لا يشكون مني ومن ثورات غضبي وأصبحت العلاقة بيني وبينهم قوية جدا وجميلة… فجربي هذه الوصفة الزمي الاستغفار دوووما . واكثري من الحمد لله وإنك بذلك تكسبين نفسك وترحمينها وتكسبين أولادك، وتؤدين رسالتك الأصلية في هذه الحياة، ويكون لك ولد صالح يدعو لك ويقدم لك البر والمرحمة عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!

خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!

بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.

لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !

فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم .. يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:

1/اهدم الأسرة.

2/اهدم التعليم.

3/اسقط القدوات والمرجعيات.

*لكي تهدم اﻷسرة:

عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت”

*ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.

*ولكي تسقط القدوات: عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.

فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية)

فمن يربي النشئ على القيم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى