Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءصورة و خبرمحليات

أنور الرشيد : ما بعد خطاب فيصل المسلم ليس كما قبله

بقلم الناشط السياسي والحقوقي/ أنور الرشيد

منذ عودة النواب الافاضل من منفاهم في اسطنبول على إثر صدور مرسوم العفو عنهم كنت مُتريثا بأبداء الرأي لما تضمنه المرسوم في مادته الثانية بالاضافة لتحديد مدة العفو التي لا ارى لها أي داعي من اساسه، وكُنت منتظرا بعض المؤشرات التي تطمئنني بأن العفو لايعني حرمان المعنيين من ممارسة حقوقهم المشروعة وأيضاً لقناعتي بأن من غير المنطقي ولا المعقول بالنسبة لي بأن يتم تبرئة مجموعة والحكم على مجموعة أخرى على نفس التهمة بمعنى لو إثنين قطعا إشارة المرور واحد يتم مخالفته وأخر لا، يكون هناك أمر ما أو كما نقول في الأمر إن، ولكن عندما استمعت لخطاب النائب الدكتور فيصل المسلم بعد عودته من منفاه تيقنت بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح والحمدلله.

وفي الحقيقة خطاب الدكتور فيصل خطاب تاريخي بكل معنى الكلمة نعم خطاب وضع النقاط على الحروف وعلى السلطة أن لاتُخطئ بقراءته كعادتها وتتجاهل مضامنية ومقاربته ورسالته والأهم هو أن تعي السلطة وحلفاؤها كرادلة الدولة العميقة والتجار وقوى الفساد وصبيانهم وإعلامهم الفاسد بأن التاريخ لم يعد تاريخهم .. إفهموا واللي يرحم والديكم ونصيحة لله ببلاش لكم، الزمن لم يعد زمنكم، فإن كنتم استطعتم خلال الستين عاماً الماضية من إقرار الدستور السيطرة والهيمنة على القرار وعلى مُقدارات الأمة فخطاب فيصل المسلم فصل بين تاريخين تاريخ ماقبل خطاب فيصل وتاريخ مابعده لا تكن يابساً فتُكسر ولا تكن ليناً فتُعصر تعالوا لكلمة سواء بيننا وبينكم لكي ننهي حُقبا وعقودا لم نجن منها إلا كوارث ولازلنا نعيش بتداعياتها ولاداعي لذكرها وتكرارها فالتاريخ سجل كل ماقمتم به من كوارث بما فيها الرشوة وشراء الذمم والتضييق على المواطنين بكل شيئ لكي تُسيطروا عليه، تلك السياسة التي مارستموها ضد أهل الكويت فشلت والدليل عدم انهزام الكرامة الكويتية أمام كل سياساتكم ولازالت الكرامة الكويتية التي تكرهونها كرهكم لدم ضروسكم تقف أمامكم شامخة كقمم الجبال الراسيات.

أنتم وحلفاؤكم ياسادة ياكرام أخطأتم بحق الأمة طوال تاريخ دولة الدستور وأُجزم بأن الانتخابات البرلمانية القادمة هذا إن لم يتم النكث بالتعهد والإستمرار باختلاق الأزمات فأن الأمة مصدر السلطات ستستعيد حقها المشروع ودورها المرسوم بالدستور وسنكحل عيون تاريخنا وتضحيات شبابنا وشهداءنا وكل من دفع ثمن لكرامة أهل الكويت
بدأً من المرحومين محمد المنيس ومحمد القطامي ومن معهما والذين تم تهجيرهم عام 1938 والمرحوم محمد البداح الذي اختفى أثره من بداية ستينات القرن الماضي وحتى الساعة لم يُعثر عليه ومن تم سحب جناسيهم ومن تم حرمانهم منها ومن تهجر في السنوات الأخيرة ولجأ للخارج رفضاً للظلم والقهر الذي
تعرضوا له، كل هؤلاء سيتم بإذن الله تعويضهم وفق قواعد وشروط العدالة الانتقالية وسنُعيد كتابة التاريخ الذي زورتموه بشكل فاضح لا يُليق بكرامة الكويت وشعبها.

الخلاصة عليكم فهم ماحصل ودراسته والتمعن به طويلاً قلتها وأُكررها للمرة الترليون أنكم تتصادمون مع التاريخ وليس أهل الكويت وأي تفكير خارج نطاق الدستور كتعليق الدستور والحياة البرلمانية والتفرد بالقرار واستعراض القوة سيكون انتحارا تاريخيا ولن نقبل بأي حال من الاحوال به وستواجهون ليس أهل الكويت فقط وإنما المجتمع الدولي الذي وإن استطعتم شراء مواقف بعضهم بالمال فالمؤكد لن تستطيعوا شراء مواقف الكل بالمال.

وأخيراً كل ما أتمناه أن تمر هذه المرحلة على الكويت وأهلها والسلطة وحلفائها بأقل الخسائر ومن بيده ذلك هي السلطة وأقول لها بكل شفافية سياستكم فشلت ونوابكم في البرلمان أضمن لكم من الآن لن يعودوا لبيت الأمة ففيصل المسلم وضع لكم النقاط على حروف كرامة الكويت وأهلها.

@anwar_alrasheed


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى