آراءصورة و خبرمحليمحليات

أنور الرشيد يكتب:ما لم تُغير الظروف النهج لن يتغير بتغيير رئيس الوزراء

الرغم أني من المتفائلين بشأن التطورات التي تحدث في ساحتنا الكويتية، إلا أن السياسة بطبيعتها لا تعتمد إلا على المصالح ولا تُغيرها إلا الظروف، فالسياسة هي العنصر الوحيد الذي فرضته الطبيعة على حياة البشر الذي يُحركها أمران لاثالث لهما الأول المصالح والثاني الظروف وغالباً ما يفصل مابين هذين الأمرين على الأقل خمسة عقود كمتوسط لتستوعب الشعوب بأنها بحاجة ماسة للتغيير، والمُلاحظ بأن معظم إن لم يكن كل الأنظمة على مر التاريخ التي تغيرت غالباً يكون عمرها على الأقل خمسة عقود، قد تطول عقداً أو عقدين ولكنها في النهاية تنصدم مع متطلبات الشعوب وأنا هنا أتكلم عن الأنظمة غير الديمقراطية بطبيعة الحال ولا اتكلم عن الأنظمة التي يتم تداول السلطة فيها كل أربع أو سبع سنوات ولا تقبل بأكثر من دورة لمن يتم انتخابه، أما الأنظمة التي يجلس على شعوبها الوالي مدى الحياة ولايشلعه من كرسيه غير عزائيل، هنا تتجلى الحضارة البشرية ما بين النظامين ففي النظام الأول نجد التطور البشري بكل تجلياته والنظام الثاني نجد كل انواع التخلف البشري بتجلياته أيضاً.

لذلك أبتكر العقل البشري بعد معاناة طويلة وقرون من الصراعات مايُعرف اليوم بشيئ أسمه تداول السلطة، لذلك أنا شخصياً لم أُتابع أستجواب رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد لأني عارف النتيجة ومستحيل يقبل سموه بالصعود على منصة الإستجواب وهو غير ضامن تجديد الثقة به.

وهنا تأتي لعبة الظروف بعد لعبة المصالح، إن محاولة النواب خلق ظروف لكسر قاعدة المصالح خطوة في الاتجاه الصحيح ولابد من فرض أمر واقع يُحقق متطلبات تغيير المعادلة وهذا ما سعى له النواب باستجوابهم بالإضافة لما يقوم به النشطاء من حملات للمطالبة بتغيير الرئيسين هي محاولة لخلق ظروف تُساعد بتغيير الرئيسين وهذه مع الأسف لم يلتقطها لا مؤسسات المجتمع المدني ولا التيارات السياسية التي لا مبرر لسكوتهم عن دعم محاولات تغير الظروف لتكون لصالح تغيير الواقع الذي يشكو منه الجميع.

ما أود قوله في الحقيقة هو إن لم يتم خلق ظروف مواتية لتغيير معادلة المصالح والظروف فلن يتغير شيئ لأن النهج هو هو وهنا تكمن المعضلة التي نعيشها.

هناك تحالف واضح مابين السلطة والتجار وتجار الدين وهذا التحالف على فكرة هو الذي دائماً وأبداً هو الذي يُشعل فتيل نغمات الشعوب ضد أنظمتها ومن يراجع التاريخ سيكتشف ذلك بكل سهوله وواقعنا اليوم يشهد بذلك.

لذلك إن السعي لخلق ظروف من وسط كل هذا الزحام المصطنع من ثلاثي الفساد مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر ولها ثمن غالٍ يدفعه المفكرون والمثقفون أصحاب الضمائر الحية وهو ثمن لابد منه لقلب معادلة سيطرت النهج على الظروف، غير ذلك ستستمر المآسي على الأمة سواء بتهجير مُفكريها و لاجئيها وسجناء الرأي بها ونهب منظم ورسمي لثرواتها ورشاوى لكبارها وسوء تعليم وأمراض اجتماعية تستفحل حتى يُفيق الشعب من غيبوبته التي أدخلهم بها إعلام ثلاثي الفساد، حينها لن يجدوا ما يسد جوعهم
وتدخل الأمة بدوامة عنف لكي يدافع كل فرد عن جوعه ولدينا من هذه المشاهد الكارثية في المنطقة ما يغنينا ويكافينا شرهم وشر منهجهم
فلنغير الظروف بيدنا لابيدهم وهذه أقل الخسائر المتوقعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى