آراءدولي

العيسى: التحديات الجديدة.. خليجيا

شملان العيسى
شملان العيسى

شملان العيسى:

تبدأ اليوم الثلاثاء قمة مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة، وتأتي القمة الخليجية هذا العام في وقت تواجه فيه دول المجلس تحديات محلية واقليمية ودولية عاصفة ستحدد مصير دول المجلس في السنوات المقبلة.

التحدي الداخلي يتمثل في انخفاض اسعار النفط الى مستويات متدنية تتطلب اتخاذ سياسات اقتصادية حازمة لتفادي أي اضطرابات داخلية، خصوصا ان الجماعات الارهابية الجهادية قد تنتهز السياسات التقشفية التي تتخذها دول المجلس لتبرير لجوئها للعنف أو الارهاب، التحدي الداخلي الآخر هو اهمية اتفاق قادة الخليج على حل المشاكل المعلقة لما يصب في مصلحة دولهم وشعوبهم.. التحديات الاقليمية والدولية لا تسمح باستمرار الخلافات بين القادة في الخليج خصوصا ان التحديات الاقليمية التي تتمثل في ازدياد وتيرة الحرب الاهلية الطائفية في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن.. دول الخليج اليوم محاطة بمحيط اقليمي خطر تلعب فيه دول الجوار وتحديدا ايران دورا نشطا في تمويل ودعم الميليشيات الشيعية في كل من سورية والعراق تحت غطاء محاربة الارهاب الذي تمثله الدولة الاسلامية (داعش)، ما يحدث في العراق من تدخل القوات الايرانية مع الجيش العراقي في مناطق العراق السنية والتصفيات الجسدية لسُنة العراق في بعض المناطق المجاورة لإيران سيترتب عليه ردود فعل لا تصب في مصلحة الشعب العراقي والايراني ودول المنطقة ككل، سُنة العراق يطالبون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتوضيح حقيقة قيام طائرات ايرانية بقصف اهداف داخل الاراضي العراقية وبيان رفضه لضربات مماثلة في دول عربية.. المصيبة ان إيران اعترفت بالغارات على مناطق داعش واوضحت انها تدافع عن حلفائها في الحكومة العراقية وانها لن تسمح بسقوط النظام العراقي.

قمة التعاون سيجد قادتها انفسهم في مأزق جديد وهو الحلف غير المعلن بين واشنطن وطهران.. فالقرار الامريكي بالسماح لطهران بملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة بانسحابها من العراق.. وعودة ايران بمباركة امريكية – عراقية للعب دور فعال عسكريا ضد تنظيم داعش يثير تساؤلات امام دول الخليج حليفة الولايات المتحدة في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، الغريب ان الولايات المتحدة تسلح وتدرب القبائل العربية السُنية لمحاربة داعش وفي نفس الوقت تترك هذه القبائل تواجه قوات قاسم سليماني وقوات داعش في الوقت نفسه.

الولايات المتحدة تلعب دورا خطيرا في تعزيز الطائفية في العراق وسورية بتحالفها مع طهران.. ما الرسالة الامريكية التي تريد توصيلها لسُنة العراق وسورية وربما الوطن العربي ككل؟

نحن نعي تماما ان ضعف العرب وتمزق صفوفهم وعدم اتخاذ سياسات موحدة تضمن مصالحهم وبقاءهم ووحدتهم وهو السبب الرئيسي لتدخل ايران والولايات المتحدة في قضايانا العربية.

نتمنى لقمة الدوحة النجاح والتوفيق واتخاذ قرارات تاريخية تضمن وحدتهم وتصديهم لكل المؤامرات التي تحاك ضدهم.

المصدر: الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى