آراءمحلي

الرشيدي:الغانم والسعدون.. وحديث بروكسيل

بقلم: ذعار الرشيدي:

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

لم يمض على انتخابه رئيسا لمجلس الأمة سوى 3 أشهر حتى التقيته في العاصمة البلجيكية بروكسيل، ولمدة ثلاثة أيام كان الرئيس الشاب مرزوق الغانم ضيفا معنا كإعلاميين وصحافيين وسياسيين حضرنا كضيوف على الدورة الثالثة عشرة لجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين التي أقيمت في مقر البرلمان الأوروبي هناك.

ثلاثة ايام التقيت خلالها بوعلي ودار حديث طويل حول الوضع السياسي خاصة انه بعد أيام قليلة كان المجلس قد حدد الاستجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، لم يخرج بوعلي في حديثه عن سياق الحديث المتسق مع ما يجب ان يكون عليه الوضع قانونيا ودستوريا، وللأمانة كثيرون كانوا يعتقدون أن الرئيس الشاب الجديد سيحمل معه خلفيته السياسية وانه سيطبقها في المجلس ولو بشكل خفي، إلا أن هذا الأمر لم يحصل، يومها ومع اكثر من لقاء معه علمت انه سيكون بقدر ما يستطيع متوازنا وهو ما حصل فعلا.

****

البعض اعتقد أو رأى أن رئيس مجلس الأمة وخلال فترة الصراع السياسي عام 2014 قد أخذ موقفا مسبقا أو انحاز لطرف ضد آخر، يومها حتى أكثر المؤيدين له رأى أنه اتخذ موقفا مسبقا من الأحداث وأن تصريحاته وتعليقاته حول تلك الأحداث كانت أبعد ما تكون عن الحياد، والحقيقة التي اتضحت بعد جلاء ضباب الصراع السياسي بشكل نهائي أن الغانم لم ينحز لطرف ضد آخر وانه استخدم منصبه ليعيد الأمور إلى نصابها، ولو عدت للفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب لتصريحاته وقرأتها وفق معطيات اليوم ستكتشف انه كان منصفا ومحايدا، وان انحاز لطرف ضد آخر فقد انحاز للمجلس الذي يمثل الشعب.

الغانم وفي العام الثالث اثبت جدارته وقدرته وانحيازه الشديد للديموقراطية، اما تحوله او تغيير «نبرته» السياسية ومهما كانت درجة التغيير بها او التي يعتقدها البعض فسببها انه رئيس مجلس الامة والذي يختلف اختلافا كليا عن النائب عن الدائرة الثانية مرزوق الغانم، فالأول لابد ان يكون بلا توجه ولا منحازا وهو ما يفعله اليوم، واما الثاني وأعني العضو فهو السياسي صاحب التوجه المحدد وقوفه ضد الحكومة او معها تحدده توجهاته السياسية ومصلحة ناخبيه، لذا يرى البعض ان في هذا تناقضا ولكنه وللأمانة قمة المواءمة.

العم أحمد السعدون عندما كان رئيسا لمجلس الأمة كان يختلف اختلافا كليا بل وجذريا عن العضو أحمد السعدون، فعندما كان رئيسا كان أكثر هدوءا وحيادية تفرضها عليه مهام منصبه ولم يكن تحت قبة عبدالله السالم لا مؤيدا ولا معارضا لتوجهات كتلة العمل الشعبي رغم أنه والدها ومؤسسها وعرابها، ولكن عندما كان عضوا كان أكثر انحيازا وشراسة وبشكل سياسي تفرضه ظروف كونه عضو او عراب «الشعبي».

اعتقد ان كثيرين سيعرفون ولو بعد حين الدور الحيوي الذي قام به الغانم في المساهمة وبشكل واضح في حفظ التوازن السياسي بالبلد خلال فترة الـ 24 شهرا الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى