هل النسيان نعمة؟

موجز حماك:
كورنيليوس كروس (Cornelius Gross) الذي قاد البحث في EMBL: يقول “هذه أول مرة يتم فيها الربط بين مسار (pathway) في الدماغ للنسيان، مع محوٍ فعليّ للذكريات”.
على أبسط مستوى، يتضمن التعلم صناعة روابط وتذكرها، درس كروس (Gross) وزملاؤه الحصين في أدمغة الفئران (الحصين هو منطقة الدماغ التي لطالما عُرفت بأنها تساعد على تكوين الذكريات )، تدخل المعلومات هذا الجزء من الدماغ من خلال ثلاثة مسالك مختلفة، وبينما يتم تعزيز الذكريات، تزداد الروابط بين العصبونات (neurons) قوةً وتماسكًا على طول المسار الرئيس (main route).
عندما قطع العلماء هذا المسلك الرئيس، وجدوا أن الفئران تصبح غير قادرة على تعلم الاستجابة البافلوفية (Pavlovian response)، وهي أن يربط الفأر صوتًا ما إلى نتيجةٍ حتمية (كتقديم الطعام للفئران دائمًا بعد أن يسمعوا الصوت نفسه )، وأن يتوقع تلك النتيجة، ولكن إذا كانت تلك الفئران قد تعلمت ذلك الارتباط من قبل أن يقوم العلماء بوقف تدفق المعلومات في ذلك المسار الرئيس، سوف نجد أن الفئران ما زالت تستطيع استرجاع تلك الذكرى، وهذا يؤكد بأن هذا المسار مسؤولٌ عن تكوين الذكريات، ولكنه غير أساسيّ لتذكرها، ولذلك يعتقد العلماء بأن تذكر الذكريات مشتملٌ في المسار الثاني داخل الحصين.
وجد العلماء أن إغلاق المسار الرئيس كانت له عواقب غير متوقعة، فقد ضعفت الروابط الموجودة على امتداده، ما يعني أن الذكرى كانت تُمحى.
مما يثير الدهشة هنا، أن هذه الدفعة باتجاه النسيان تحدث فقط عند المواقف التي تتضمن تعلمًا، حيث أنه عندما أغلق العلماء المسار الرئيس داخل الحصين تحت ظروف أخرى، لم تتغير قوى الروابط فيه.
وصل الباحثون لهذه النتائج باستخدام فئران معدلة وراثيًّا، ولكن وبمساعدة مختبر ماجا كونز (Maja Kohns Lab) فيEMBL، برهن العلماء أنه من الممكن إنتاج دواء يفعل مسار “النسيان” في الدماغ من غير الحاجة إلى الهندسة الوراثية. وهذه المقاربة، كما يقولون، قد تكون مشوقةً لمن يبحث عن طرق لمساعدة الناس على نسيان التجارب المؤلمة.