Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

الشيباني :العدالة.. ضرورية!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني :

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

نعاني اليوم في جزء من حياتنا، بسبب كثرة الدخيل الضار الذي إن لم نقل غلب على النافع، فقد تساوى معه، وأشد ما يعانيه الإنسان اليوم خفوت نجم العدالة في حياته، هنا عامل يسلب حقه بعد أن جف عرقه، وهناك بيت يتمزق ويبتلى أهله بسبب طغيان أحد الزوجين أو كليهما، لا سيما أننا نعيش اليوم كثرة في الطلاق تصل نسبتها إلى حد مخيف. وهناك أولاد عاقون طاغون لا يرعون للأبوين أية رعاية أو بر أو تقدير، فإما أن يلقوا بهما في دور الرعاية، ويتخلصوا منهما، وهما في أرذل العمر، وإما أن يطمعوا في ما عندهما ويحاولوا أخذه منهما قبل نهاية عمريهما في هذه الفانية، ورابع قد أخذ مال هذا بالحيلة، ولا يعتق في أخذه للمال حتى من العامل البائس الفقير ومبالغهم الصغيرة. العدالة في المجتمعات إن فُقدت فُقدت حقوق كثيرة، وكبر التنازع بين الناس، وفقدت الحياة الطيبة زبدتها وبريقها الجميل.

يذكر أهل العلم بقولهم: من المعلوم بالضرورة أن تحقيق العدالة الاجتماعية واجب على الجميع، بل هو من حقوق الإيمان ولوازم الإحسان بين الأفراد والجماعات، وبين الأزواج وبين الأولاد، وذلك من أقوى أواصر الألفة والمحبة بين الجميع، ويترتب على تحقيق العدالة بين الزوجين خاصة سعادة الأولاد وتماسك الأسرة والتعاون لبناء المجتمع الصالح، وبذلك يسعد الزوجان في حياتهما.. وينالان حظهما من السكن الفطري وطمأنينة النفس وراحة الضمير.

ولما كان المجتمع بأجناسه وألوانه المختلفة وعاداته وأديانه يقوم على الأسرة، والأسرة تقوم على الزوجين، كان الاهتمام في اليابان وغيرها من الدول التي تسير حذوها على التنشئة القائمة على الجد والمثابرة والعدالة، وهو ما ثبت قواعده الإسلام القائم على الدليل الواضح، فحرص بداية على الأسرة وتنشئتها التنشئة الصالحة، وسار ذلك على الأولاد، فطهر بعد ذلك المجتمع الكبير، فالذي يعلم بأن الله يرى سره وعلانيته وعمله بالليل والنهار، وهي درجة الإحسان العظيمة التي لا ينالها إلا من طهر نفسه من الظلم والأرجاس كافة التي تسيء إليه وإلى أسرته ومجتمعه، وفي كل مكان يحل فيه، فمن هنا جاء اهتمامه بذلك.

ألا نسمع عن الطيبين الطاهرين بالمدح والثناء عليهم؟ وفي المقابل ألا تسمع عن الخبيثين السيئين بالذم والتحقير لهم والتحذير منهم؟ إنها الحياة التي يعيشها الجميع، الطيبون والخبيثون، وهي كلها مدارس، وهذه المدارس منشؤها البيت. والله المستعان.

• العاقل:

«قال وين عاقلكم يا سعيد، قال مربط بالحديد»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى