دولي

إيران… كأس السم مرة أخرى

خاص حماك||

حققت المقاومة الإيرانية والسجناء السياسيون الذين كانوا شهودًا على مجزرة عام 1988 انتصارا مع اضطرار إبراهيم رئيسي لإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى جنيف للمشاركة في اجتماع المنتدى العالمي للاجئين.

أفادت صحيفة “سويسرا إنفو” أن رئيسي ألغى رحلته إلى جنيف بسبب طلب اعتقاله ولن يشارك في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، فيما نقلت وكالة الأنباء السويسرية عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الوفد الإيراني سيكون برئاسة وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن يلقي رئيسي كلمة في هذا المنتدى، لكن ذلك لم يمنع مطالبة ثلاثة معارضين إيرانيين يعيشون في سويسرا مكتب المدعي العام الاتحادي باعتقاله.

واستند الطلب إلى دعم 330 شخصية، بينها خمسة سويسريون، دعت في بيان أرسل إلى المدعي العام الفيدرالي أندرياس مولر للتحقيق مع رئيس النظام الإيراني بتهمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، أشارت لمشاركته في التعذيب والإعدامات غير القانونية بصفته عضوًا في اللجنة المسؤولة عن اتخاذ قرارات عمليات الإعدام، ومسؤولا عن إعدام آلاف الأشخاص.

ذكرت وكالة فرانس برس، قبل يوم من إلغاء زيارة رئيسي أنه بموجب الشكوى القانونية يفترض اعتقال رئيس النظام الإيراني فور وصوله بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تتعلق بمذبحة المعارضين عام 1988، مشيرة لرفع ثلاثة ضحايا هم رضا شميراني وعلي بيجن ذو الفقاري وراضية قدرتي الشكوى، ومطالبتهم المدعي العام الاتحادي السويسري بضمان اعتقال ومحاكمة رئيسي “لتورطه في أعمال إبادة جماعية وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القضاء وجرائم أخرى ضد الإنسانية” وتأكيدهم على معرفتهم الشخصية به حين كان عضوا في اللجنة التي قتلت الآلاف من المعارضين المسجونين.

عند إعلانها عن الحملة الدولية ضد وجود رئيسي في جنيف أكدت المقاومة الإيرانية على أن مشاركته في اجتماع المنتدى العالمي للاجئين إهانة لحقوق الإنسان وحق اللجوء المقدس وكل القيم التي ضحت الإنسانية بعشرات الملايين من أجل تحقيقها، ووصمة عار في تاريخ الأمم المتحدة، ويجعل النظام أكثر نشاطا في قتل الإيرانيين وتصدير الإرهاب والتحريض على الحرب، كما دعت لمحاكمته على ارتكابه الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية على مدى أربعة عقود.

واستمراراً للحملة والشكوى الدولية ضد منفذ المجزرة دان أكثر من 350 مسؤولاً رفيع المستوى بينهم حائزون على جائزة نوبل وقضاة ووزراء سابقون وأعضاء برلمان وأكاديميون وخبراء قانونيون في الأمم المتحدة حضور رئيسي إلى المنتدى، وجاء في بيانهم أن رئيسي المرتكب الرئيسي لمذبحة عام 1988، ويتعارض وجوده مع القيم الأساسية للأمم المتحدة، كما أشار إلى إدانة المنظمات الدولية ـ بما في ذلك المقررون الخاصون للأمم المتحدة ـ عمليات إعدامات عام 1988 باعتبارها جرائم مستمرة ضد الإنسانية، ودعمها إجراء تحقيق دولي شامل في دور رئيسي، وتحذيرها من تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب في إيران.

يظهر الانتصار الذي سجلته المقاومة الإيرانية ـ الذي يتمثل بإجبار رئيسي على التراجع عن المشاركة في المنتدى ـ قدرتها على المواجهة، والثقة التي تحظى بها لدى الأوساط السياسية والرأي العام العالمي، وإمكانية إلحاق الهزائم بسياسة الاسترضاء، وإجبار نظام الملالي على تجرع كأس السم مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى