Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءخبر عاجلمحلي

ابتسام العون تكتب : العمل عبادة

 

بقلم: ابتسام العون

العمل شريان الحياة ومصدر رزق الإنسان، بل هو أساس قيام الحضارات، فالشعوب تسعى إلى إتقان العمل الجاد وترسيخه في منظومة العمل والإدارة، وذلك للحاق بركب التقدم والازدهار، فالحكومات الناجحة تحرص على تدريب وتأهيل مواطنيها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتحث شعوبها على العمل الجاد المتميز وتقاس قيمة الإنسان في الدول المتحضرة بإنجازاته وما يقدمه لوطنه وللإنسانية وليس بماله وحسبه ونسبه كما هو حاصل في الدول المتخلفة.

وللعمل في الإسلام منزلة عظيمة ومكانة جليلة فهو عبادة إذا اقترن بنية صالحة وإتقان وجودة في الأداء، ويحث الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة إتقان العمل: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، والأنبياء هم قدوتنا الصالحة في العمل، فكان كل منهم يمارس عملا ويأكل من عمل يده وفي الحديث الصحيح: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده».

 

وعندما يدرك الإنسان المسلم بأن عمله عبادة ومرضاة لرب العالمين ويتخذها قاعدة في حياته «عملي عبادة» سيترتب على ذلك خمسة أمور، أولها: إتقان العمل تأسيا بالرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام وطمعا بالجنان ومغفرة الرحمن، والثاني: الاحتساب، ويعني ذلك أن احتسب عملي خدمة لوطني ورقيا ببلدي وتنفيسا لهموم الآخرين وقضاء حوائجهم ومساعدة كبار السن وعشرات المراجعين، والثالث: أن العمل المتقن يجلب الراحة النفسية والسعادة الحقيقية للإنسان، والرابع: أن العمل يزيد من خبراتي الحياتية ويوسع مداركي ويقوي شبكة علاقاتي ومعارفي، والأخير: هو أن قدرتي على تحمل المسؤولية تزداد ومراقبتي الذاتية تتبلور، لأني وضعت نصب عيني قاعدة مهمة، وهي أن «عملي عبادة» وأن تعاملي مع رب العباد وليس مع العباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى