اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية احتفى بالذكرى العاشرة لتسمية الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً
أكدت وزير الشئون الاجتماعية وشئون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال هادي الحويله أن الكويت أولت العمل الخيري والإنساني اهتماما بالغا، حتى أصبحت مؤسساتنا الخيرية الحكومية والأهلية تحتل موقع الريادة في خريطة العمل الإنساني العالمي، فاستحقت الكويت بجدارة ان تكون مركزاً للعمل الإنساني على مستوى العالم، وذلك بفضل توجيهات القيادة السياسية الحكيمة التي ساهمت بشكل كبير في تطوير هذا المجال النبيل.
وقالت الحويلة في كلمتها خلال احتفالية اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية المقام أمس في المكتبة الوطنية بمناسبة مرور عشر سنوات على تسمية الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً: نحتفي بذكرى تاريخية عزيزة على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى تسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني، في التاسع من سبتمبر عام 2014 وتسمية حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه قائدا للعمل الانساني هذا اللقب الذي يعكس عمق الإيمان بقيم التضامن والعطاء المتجذر في نفوس أهل الكويت قيادةً وشعباً عبر السنين.
وأضافت أن هذا التكريم الاممي يمثل اعترافا بالجهود الكبيرة التي بذلتها الكويت في مد يد العون والإغاثة للشعوب المحتاجة، وتقديم الدعم الإنساني في مختلف بقاع الأرض، دون تمييز أو تفرقة، ويأتي هذا الاعتراف تقديراً لما قدمته الكويت، في سبيل تخفيف معاناة المتضررين من الكوارث والصراعات.
ولفتت الحويلة نحن في وزارة الشئون الاجتماعية ملتزمون بمواصلة هذا النهج الإنساني الرائد، ونعمل بكل إخلاص لتعزيز دور دولة الكويت في دعم الجهود الإنسانية العالمية، بالتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات الخيرية الكويتية والتي تمثل نموذجاً يحتذى به في العمل الخيري والإنساني.
وأكدت الحويلة على أن وزارة الشئون الاجتماعية ملتزمة بحماية العمل الانساني وتعزيز دوره، وذلك من خلال سن التشريعات والإجراءات التي تنظم العمل الخيري وتحفظ حقوق المتطوعين والمستفيدين على حد سواء.
من جانبه قال رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد مرزوق العتيبي: نلتقي اليوم في هذه المناسبة العظيمة لنحتفي بالذكرى العاشرة لتسمية الكويت مركزًا للعمل الإنساني، وهو شرف كبير يُجسد القيم النبيلة التي بنيت عليها دولتنا الحبيبة. لقد كانت الكويت، على مر العقود، سبّاقة في الوقوف إلى جانب المحتاجين، لا تفرق بين دين أو عرق أو وطن. هذا العطاء المستمر لم يكن وليد اللحظة، بل هو جزء أصيل من تراثنا وواجبنا الإنساني.
وأضاف العتيبي: أتوجه بالشكر الجزيل إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومكتبة الكويت الوطنية على هذا التعاون الجميل في تعزيز صورة الكويت المشرقة مشيراً إلى أن إن العلاقة بين العمل الخيري والدور الثقافي في الكويت علاقة متجذرة، تعود إلى عام 1913، عندما تم تأسيس أول مكتبة عامة في الكويت بمبادرة من الجمعية الخيرية العربية التي أسسها فرحان فهد الخالد الخضير ، هذه المبادرة تؤكد رؤية أهل الكويت وفهمهم لمعنى العمل الخيري، وأنه كما يهدف إلى إغاثة الأجساد، فإنه حريص أيضًا على إغاثة العقول وتنميتها، وهذا التعاون المثمر يبرهن على التزامنا بنشر المعرفة وتعزيز الثقافة.
وتابع العتيبي: منذ عام 1913، عندما تأسست أول جمعية خيرية كويتية، وحتى يومنا هذا، حققت الكويت تقدمًا هائلًا في مجال العمل الإنساني. مع إقرار قانون الجمعيات عام 1969، تم تنظيم العمل الخيري ليصبح أكثر فعالية واستدامة، واليوم لدينا ما يزيد عن 189 جمعية ومبرة خيرية تعمل بشكل نشط في مختلف المجالات الإنسانية داخل وخارج الكويت.
وتوجه العتيبي بالشكر إلى الجمعيات والمبرات الخيرية التي كانت ولا تزال العمود الفقري للعمل الإنساني داخل الكويت وخارجها. لقد بذلت هذه الجمعيات جهودًا جبارة في دعم المحتاجين، سواء عبر إغاثة المنكوبين أو تقديم الخدمات الضرورية للفئات الأقل حظًا في مختلف أنحاء العالم. هذه الجهود الإنسانية الرائعة هي التي جعلت من الكويت نموذجًا عالميًا يحتذى به في مجال العمل الخيري.
وقال العتيبي: من واجبنا أن نواصل دعم هذه الجمعيات، وتذليل العقبات أمامها لتتمكن من أداء رسالتها السامية على أكمل وجه. إن تعزيز البيئة التشريعية والتنظيمية لهذه الجمعيات، وتوفير الموارد اللازمة لها، يعد مسؤولية وطنية وأخلاقية تقع على عاتقنا جميعًا لضمان استمرار هذا النهج الإنساني النبيل.
وأردف العتيبي: لقد رأى العالم في الكويت رمزًا للعمل الإنساني المتواصل، وهذا الاعتراف لم يأتِ من فراغ. فقد أشاد السيد بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بالدور الريادي للكويت في دعم ضحايا الكوارث الإنسانية على مستوى العالم. كما أن الكويت تُعد اليوم نموذجًا يحتذى به في الوقوف بجانب اللاجئين والمجتمعات الفقيرة، بحسب العديد من القادة الدوليين.
وبين العتيبي أن المرحلة المقبلة تتطلب منا أن نواصل العمل نحو تحقيق استدامة العمل الخيري، مع التركيز على بناء شراكات متينة مع المؤسسات المحلية والدولية. وكما جاء في رؤية الكويت لعام 2035 ، نحن ملتزمون بتحقيق التكامل بين الجهات الخيرية لضمان استمرار هذا العطاء. يجب أن نتبنى سياسات تضمن لنا المرونة والقدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية.
وأكد العتيبي أن الأرقام التي حققناها خلال هذه السنوات العشر تعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها مؤسساتنا الخيرية. فقد بلغ إجمالي التحويلات الخارجية للعمل الإنساني 103 مليون دينار كويتي بنسبة لا تزيد عن 62% مقارنة بالصرف الداخلي ، وكذلك من المؤشرات خصص 29% من إجمالي الإنفاق على التعليم، و21% لمكافحة الفقر. هذه الإنجازات ليست مجرد أرقام، بل هي قصص نجاح تلامس حياة الملايين حول العالم.
وتابع العتيبي: لطالما كانت القيادة السياسية في الكويت داعمة للعمل الإنساني. فقد قال سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله – إن “العمل الخيري هو امتداد لتراثنا وتاريخنا”، واليوم يواصل صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله – هذا النهج من خلال تأكيده على أن العمل الخيري هو التزام أخلاقي ومسؤولية لا يمكن التهاون فيها.
واختتم العتيبي كلمته قائلا: إننا اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة من العمل الإنساني، حيث تتطلب منا التحديات الراهنة أن نكون أكثر تعاونًا وتنسيقًا، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الدولي أيضًا. علينا أن نواصل العمل على تطوير أدواتنا، واستحداث آليات جديدة تضمن لنا استمرارية هذا النهج الإنساني.
وتوجه بالشكر إلى معالي الوزيرة الدكتورة أمثال هادي الحويلة، التي كانت ولا تزال داعمة للعمل الخيري والإنساني. كما توجه بالشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومكتبة الكويت الوطنية على تعاونها من اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية لإقامة هذه الاحتفالية وجميع الجهات والمؤسسات التي ساهمت في هذه المسيرة المباركة.
فيما قالت مدير عام المكتبة الوطنية سهام العازمي: منذ بدايات القرن العشرين، أدرك الكويتيون أهمية العمل المؤسسي الأهلي في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية مشيرة إلى أن تأسيس مدرسة المباركية عام 1911م كان نتيجة لجهودهم المبذولة في نشر فكرة التعليم النظامي، وجمع التبرعات لتحقيقها.
وأضافت أن هذه الروح في العطاء استمرت على مدار العقود،حيث ساهم العديد من أبناء الكويت في بناء المكتبات العامة وتزويدها بالكتب الثمينة، ليس فقط في الكويت، بل أيضًا في الدول المجاورة.
وبينت العازمي أن هذا العطاء الثقافي والخيري لم يكن مجرد فعلٍ عابر، بل كان جزءًا من الهوية الكويتية التي تميزت بالعطاء والبذل، واليوم، ونحن نحتفل بمرور عشر سنوات على تسمية الكويت مركزًاللعمل الإنساني، يتضح لنا أن هذا التكريم الدولي لم يكن مجرد تقديرٍلجهود الحكومة فحسب، بل هو اعتراف عالمي بثقافة راسخة ومتأصلة في نفوس الكويتيين، ثقافة تجعل من العمل الخيري جزءًا لا يتجزأ منحياتهم.