آراءمحلي

الرشيدي: الصراع الأخير.. حل المجلس

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي – الأنباء:

من السهل جدا رصد معرفة التحالفات السياسية في الكويت وتغيراتها، حتى وإن كان ذلك لا يخرج للعلن ولا يعلنه الأقطاب المتصارعون، ومكمن السهولة في معرفة تغير بوصلة التحالفات هو أن تقوم بتتبع «أتباع» أولئك الأقطاب ومؤيديهم ومريديهم على تويتر، وبمجرد قراءتك لسلسلة تغريدات الأيام الثلاثة الأخيرة لكل مغرد «تابع» ستتضح أمامك كامل صورة الصراع وحجمه وتبدل التحالفات بين هذا القطب وذاك.

****

التغير الأخير في التحالفات وتغير شكل الصراع لم يكن مفاجئا أبدا، بل كان منطقيا وطبيعيا، أن قوى الصراع انتقلت من دائرة البحث عن النفوذ السياسي إلى دائرة النفوذ الاقتصادي، وللمتغيرات السياسية والاقتصادية الأخيرة دور في تغير تلك التحالفات ونشوء صراع مالي يتخذ شكلا سياسيا، وكما ذكرت في مقالتي بالأمس أن هذه الصراعات أمر طبيعي جدا في أي بلد في العالم، وتبقى حدود «طبيعيتها» مادامت في حدود الغرف المغلقة والقنوات السياسية والصراعات المحددة بالأطر الديموقراطية، الأهم ألا تؤثر على عملية التنمية أو تؤدي إلى تعطيل المشاريع.

****

طبعا، هذا التغير أعطى الصراع السياسي في الكويت بعدا آخر، وفرض دخول لاعبين جدد أو عودة لاعبين قدامى، بأي حال من الأحوال، هذا الصراع الآن يشكل موجة صداع «نصفي» للحكومة، ولكنه لا يدخل أبدا حتى الآن في التأثير على قراراتها.

****

عندما ذكرت بالأمس أن هذا الصراع ومع تمدده وتغير بوصلته إن سار على هذه الوتيرة سيؤدي إلى حل مبكر لمجلس الأمة، انتقد البعض هذا الاستعجال في التوقع «المبكر»، ولكن الحقيقة أن حل مجلس الأمة الحالي ليس بمستبعد، فمجلس الأمة الحالي شأنه شأن أي مجلس آخر ليس بعيدا عن دائرة الحل.

****

أعني، ليس بالضرورة أن يكون سبب الحل استجوابا ما، بالعربي ليس بالضرورة أن يكون سبب الحل.. من داخل المجلس، ذلك أنه وخلال أقل من شهرين لا بد وأن تتغير خارطة التحالفات السياسية «وليست الاقتصادية» بشكل كبير جدا، فالأغلبية أو على الأقل جزء كبير من الأغلبية سيعودون مع أول انتخابات برلمانية تجرى، ووفق مرسوم الصوت الواحد المعمول به حاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى