إيمان شمس الدين تكتب
تحتفل الكويت في أبهى حلتها بالأعياد الوطنية، التي يجتمع فيها الاستقلال مع التحرير، وكلا العنوانين يحملان مضامين كبيرة ودلالات مهمة لقيام دولة ونهضة شعب.فلا يكفي أن نحتفل بهما كشعارين، ولا يكفي أن نقيم لهذه المناسبات العظيمة في تاريخ الوطن فقط الاحتفالات، بل المطلوب أن يواكب هذا كله نهضة شاملة ملحوظة في طريق التحرير والاستقلال. فالاستقلال لا يتحقق واقعيا إلا حينما تصبح الكويت قادرة على رسم سياساتها الخارجية والداخلية في كل المجالات، بعيدا عن أي ضغط خارجي أو ابتزاز إيديولوجي داخلي، ويكتمل الاستقلال الحقيقي حينما يتم واقعيا فصل السلطات الثلاث، واستقلال انتخابات مجلس الأمة من كل تعبئة لغير الكويت؛ سواء كانت مذهبية أو قبلية أو حتى تدخلات المال السياسي.ولا يكتمل احتفالنا بالتحرير إلا حينما تتخلص مؤسسات الدولة من الفساد الهرمي، الذي بات يستشري كالسرطان، وتتحرر الوزارات الخدماتية من شره السرقات، الذي ينعكس سلبا على طبيعة الخدمات المقدمة للمواطن ومستواها وجودتها، ولا اكتمال لعملية التحرير إلا حينما نتخلص من عنصريتنا المضرة بإنسانيتنا وسمعة الكويت، بل حينما نتحرر من الخندقة والابتزاز المذهبي، وبدعم من قوانيننا الضابطة للنظام العام والمحققة للعدالة الاجتماعية.
وما حصل في انتخابات الدائرة الثالثة، ونحن على مشارف أعياد الكويت، يعكس الأزمة العميقة التي تعصف باستقرارنا الاجتماعي من خلال الاصطفافات المذهبية والقبلية؛ ليفهم البعض ان التمثيل في مجلس الأمة ليس للمواطن الكويتي كما شرع الدستور، وإنما للمذاهب والقبائل والعوائل، والأبشع هو استغلال الدين في هذه المعارك التفتيتية لجلب الأصوات نصرة للمذهب والقبيلة وليس للوطن.
ونحن على أعتاب احتفالات الاستقلال والتحرير، أدعو إلى مراجعات شاملة لإنقاذ ما تبقى من وطن النهار، لنكمل مسيرة التحرير والاستقلال، ونعيد الكويت إلى مصاف الدول المتقدمة قولا وفعلا. وما أكثر الطاقات الشبابية المبدعة غير الموظفة في نهضة الكويت التي تحتاج فقط تفعيلا، لنرى الابداعات الكويتية في كل المجالات، وهذه دعوة تحتاج برنامج عمل هو قيد انتظار عمل المخلصين لهذا الوطن.
