منوعات

حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر

موجز حماك:

أولاً / جده واجتهاده صلى الله عليه وسلم :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره . رواه مسلم ، وقال أيضاً رضي الله عنها : (كان رسول الله إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجدَ ، وشد المئزر ) .

الجدّ هو: بذل الجهد في طلب الطاعات، أو في فعلها، أي: بذل ما يمكنه من الوسع، وذلك يستدعي أن يأتي الطاعة بنشاط ورغبة، وصدق ومحبة، ويستدعي أن يبعد عن نفسه الكسل والخمول والتثاقل، وأسباب ذلك، ففي أي شيء يكون هذا الجدّ؟

الجد في الصلاة فيصلي في الليل والنهار ما استطاع.

والجد في القراءة أن يقرأ ما تيسر من القرآن بتدبر وخشوع وقلب حاضر.

والجد في الذكر أن يذكر الله ولا ينساه، ولا يزال لسانه رطبا بذكر الله.

والجد في الدعاء أن يدعو ربه تضرعا وخفية وأن يكثر من الدعاء.

والجد في الأعمال الخيرية المتعددة من النصائح والعبادات، وما أشبه ذلك.

والجد في العلم والتعلم وما يتصل بذلك، أي الاجتهاد في الأعمال كلها ) .

ثانياً / عنايته الخاصة صلى الله عليه وسلم بليالي العشر :

ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». وفي المسند عنها رضي الله عنها قالت: «كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر».

الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( وأحيا ليله ) أي سهره بالطاعة ، وقال الإمام النووي رحمه الله : أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها، وقال في عون المعبود: أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.

ثالثا/ اعتكافه صلى الله عليه وسلم :

الاعتكاف هو لزوم المسجد بنية مخصوصة ، لطاعة الله تعالى : وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الزهري رحمه الله : ( عجباً للمسلمين ! تركوا الاعتكاف ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل ) .

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده.

المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجات ربه متعته، والدعاء والتضرع لذته ، ويكون بذلك قريباً من ربه ، قريباً من تحقيق قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، اضافة إلى الأجور الكبيرة المترتبة على التزامه للمسجد ، من استغفار الملائكة له ، وانتظاره الصلاة بعد الصلاة ، وإدراكه لتكبيرة الإحرام ، وتلاوته وسماعه للقرآن ، وقيامه لليل.

في الاعتكاف حفظ لوقت المسلم ومساعدة له على عمارته بالمفيد من الأعمال الصالحة ، وتربية له على العبادة والطاعة ، وتعلق لقلبه بالمسجد وهو مما يحب الله ، وطمأنينة للنفس وتزكية لها ، وزيادة في إيمانيه وقربه من الله ، أضف إلى مايحصل للمعتكف من الابتعاد عن الشواغل والصوارف التي تشغل الإنسان عن العبادة ، وتصرفه عنه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى