انجى فراج تكتب : خواطر انجوانا حول البصيرة
بقلم د : انجي فراج

عندما أغفلت عيني قليلا خطرت في ذهني مقولة لا اعرف مصدرها (نامت أعين الآنام وعين البصيرة لا تنام ) فتعجبت وشعرت برهبة وتذكرت قول الشافعي (شكوت الى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي- وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي)
لماذا نبحث عن اجابات لكل ما يؤرقنا وكل الإجابات داخل أنفسنا فالمؤمن كيس فطن متى استطاع ان يعتمد على حدسه وبصيرته ويبتعد عن محدودية العين في رؤيتها للأمورمن حوله ، وذلك لا يأتي الا بتركه للمعاصي اولاً صغرت او عظمت .
ولما استفقت من غفوتي ما فتأت ابحث عن البصيرة ومعانيا ومآلاتها فوجدت لها معان عدة ، اذكر منها الفطنة و الإدراك ، والعين الثاقبة لما ستؤول اليه الامور ، فضلاً عن العلم والخبرة .
كما وجدتها قد وردت فى كتاب الله في غير موضع منها على سبيل الافراد مثل ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف : 108 .
كما وردت بصيغة الجمع في مواضع عديدة منها مثلاً قوله تعالى ( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ )
ويخلط بعضنا بين البصر والبصيرة ، وهما كلمتان وان كانا قريبين المبنى الا انهما مختلفتا المعنى فالبصيرة نعم مشتقة من البصر بيد أنها تحمل معان أوسع وأشمل من البصر ، لأن البصر ما هو إلا وسيلة لنقل الصور الخارجية إلى الذهن شأنها فى ذلك شأن الحواس الخمسة .
أما البصيرة التي قال عنها هاتفي فى غفلتي انها لا تنام اذا نامت عين الىنام فهي تلك القوة الخفية للقلب وهي موهبة منحها الله لمن يشاء ، هي بمثابة قوة ادراك حقائق الأشياء أو الجوانب الخفية من الموضوعات ، ولا يأتي ذلك إلا بعد الإحاطة بجميع جوانب الموضوعات ، والبصيرة تأتي عن طريق قوة الملاحظة والقدرة على التمييز بين الموضوعات والنفوذ إلى الفوارق الدقيقة بين المتشابهات في المواضيع مع التركيز الشديد فى دقائق الامور وفى كل الكلمات التي تحمل مدلولات قريبة وتلك التي تحمل معان بين السطور .
وحقا صدق هاتفي : فاذا نامت عين الآنام فعين البصيرة مستيقظة ترى بنور الله الذى احاط بكل شيء علماً سبحانه وتعالى عما يصفون .
د انجى فراج