Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

الإخلاصُ عبادة القلب

موجز حماك:02

الإخلاصُ في القلب لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله -عز وجل-، فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛ لأن النية مكانها القلب، والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر أمام

الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-، دون أن

يشهدَ لنفسهِ بذلك. وكم من أُناسٍ تَظهرُ فيهم علامات الإيمان والتقوى، لكنهُ لا يكونُ مخلصاً، وإنما همه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم، فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له، وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب، ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها،

لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس، وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس، ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود بالمصلحة عليه شخصياً، لا مصلحةً ماديةً ولا

معنوية، فهذا مما يدل على إخلاصه، مع ملاحظة عدمِ الجزمِ له بذلك، ولكن، وبشكلٍ أساسي، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض، مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
كيفية تحقيق الإخلاص ينبغي الاقتناع بعدة أمورٍ ستُساعدُ الإنسان على تحقيق الإخلاصِ لله -سبحانه وتعالى-: أن يقصد بعبادته وجهَ الله دون سِواه، ويُطَهِّرَ قلبَهُ من الرياءِ و السمعة و الشهرة و السعيِ لمدح الناس، ويحاول أن يُبعِد نفسه عن مَواطِنِ المديح

والإعجاب بالنفس. أن يستوي عنده المدح والذم، فيكون سواء عنده ذمَّه الناس أم مدحوه، فلا يُعجبُ بمدحٍ ولا يضيق لذم، ولكن يتساوى عنده الأمران، فلو لم يكن لعملهِ قيمة لدى الناسِ فلا يبالي ؛ لأنه يبحث عن القيمة الحقيقية عند الله -سبحانه وتعالى-،

فيُحقق بذلك الإخلاص بمعناه الحقيقي، ويُخَلِّصَ النفس من التدني لانتظارِ مدح الناس وثنائهم، فهذا من أهم ما يساعدُ على الإخلاصِ في القولِ والعمل. لا بدّ أن يعلم الإنسان أن كل أعمالهِ هي بتوفيق الله له، فلو قدَّر الله له ألا يفعلها فلن يستطيع أن

يفعل منها شيئاً، فليس للإنسان فضل في أعمالهِ، بل عليه أن يدرك أن الفضل كل الفضل لله -سبحانه وتعالى-، كما كان يقول عبدالله بن رواحة – رضي الله عنه-: (اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا)، فقد كان الصحابةُ يعرفون هذا المعنى على الحقيقة، ويُدركون فضل الله عليهم بأن وفقهم لهذه الأعمال، فالأولى بنا أن نكون في ذلك مِثلَهُم، نقتدي بهم، ونقتفي أثرهم.

لا بدّ للإنسان أن يدرك أنه عبدٌ لله -سبحانه وتعالى-، ولا ينتظر العبد من سيده ومولاه مقابلاً ولا عِوَضاً لطاعته، وإنما يتكرم ويتشرف لمجرد أنه عبدٌ لله -جل جلاله-، فحقيقةُ تحقيق العبودية لله، هو العمل لله خالصاً دون أن يرجو الإنسان مقابلاً لعمله.

278b16f4-94d3-41c2-b957-32c4e04eed40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى