المحامي مبارك المطوّع يرثي العلّامة عبدالله عمر نصيف: فقدنا عالِمًا ربّانيًا ومربيًا للأجيال

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
برحيل الأستاذ الدكتور عبدالله عمر نصيف رحمه الله تكون الأمة الإسلامية فقدت واحدًا من كبار علمائها ودعاتها الخيرين، الذين نذروا أعمارهم وجهودهم لخدمة الإسلام ونشر العلم والدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان عالِمًا راسخًا، ومربيًا فاضلًا، وصوتًا عاقلًا اتسم بالاعتدال والبصيرة بفضل من الله تعالى.
لقد عُرفت الفقيد وهو يمتاز بعمق علمه وسعة صدره، وبتوازنه في الفكر والسلوك، وقد كان مثالًا للعالم الذي يجمع بين الفقه في الدين، والوعي بواقع الأمة وحالها وأحوالها، يصدع بالحق دون غلوٍّ أو تفريط، ويدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة، مستحضرًا دائمًا قوله تعالى:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
لم يكن الدكتور عبدالله نصيف عليه رحمه الله تعالى مجرد أستاذ جامعي أو إداري ناجح، بل كان رائدًا في الفكر الإسلامي المعاصر، وعمل على بناء المؤسسات الدعوية والعلمية، وشارك في مؤتمرات وحوارات جمعت العلماء والمفكرين من شتى أنحاء العالم الإسلامي، مدافعًا عن وسطية الإسلام، وحضوره الحضاري الإنساني.
الشيخ نصيف عليه رحمة الله تعالى ترك بصماته في ميادين العلم والعمل العام، وخرّج أجيالًا من العلماء والطلاب الذين حملوا فكره وسيرته الطيبة، واستلهموا من تواضعه الجمّ وحرصه الصادق على نفع الناس. كان الشيخ رحمه الله مدرسة في الأخلاق قبل أن يكون مدرسة في العلم، متجسدًا فيه قول النبي ﷺ:
«خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ».
وإذ نعزّي أنفسنا وأهله وطلابه ومحبيه والعالم الإسلامي في هذا المصاب الجلل، فإننا نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل علمه وعمله في ميزان حسناته، وأن يبارك في آثاره التي خلفها علمًا ينتفع به، ودعوةً صادقةً، وأجيالًا تواصل حمل الرسالة.
ولا نقول الا قول الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
رحم الله الدكتور عبدالله عمر نصيف، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون