حماك||محمد عبد المحسن
يواجه السودان أزمة إنسانية مستفحلة، منذ اندلاع الصراع المسلح بين قوات الجيش النظامي، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وميليشيات الدعم السريع من الجنود المرتزقة، بقيادة محمد حمدان دقلو، أو حميدتي، منتصف أبريل الفائت.
وبرغم المساعي الدولية، بقيادة الولايات المتحدة والسعودية، للوساطة بين طرفي النزاع وإنهاء الأزمة، حرصا على مصلحة الشعب السوداني المتضرر، فشلت محادثات جدة، التي استؤنفت مؤخرا بعد توقف دام 5 أشهر، في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر.
تحسبنا لمزيد من الاستفحال للأزمة السودانية، وجه مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تحذيرا من تكرار اندلاع حرب أهلية في السودان، بعدما حدث في الفترة ما بين عامي 2003م و2008م، وأفضى إلى مقتل حوالي 300 ألف شخص، وتشريد أكثر من مليونين.
تعليقا على مقتل ما يزيد على 1000 فرد من قبيلة المساليت السودانية، في أردمتا بولاية غرب دارفور، في أقل من يومين، نشر بوريل بيانا أعرب فيه عن مخاوفه حيال حدوث صراع عرقي، حيث قال “تبدو هذه الأعمال الوحشية الأحدث جزءا من حملة تطهير عرقي أوسع نطاقاً تنفذها قوات الدعم السريع بهدف القضاء على مجتمع المساليت غير العربي في غرب دارفور، وتأتي على رأس الموجة الأولى من أعمال عنف واسعة في يونيو”.
نقلا عن موقع العربية نت، تابع بوريل بقوله “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عما يحدث في دارفور ويسمح بحدوث إبادة جماعية أخرى في هذه المنطقة”. هذا، وقد أدى النزاع المسلح بين قوات البرهان وحميدتي إلى تشريد ما يقرب من 5 ملايين سوداني حتى الآن، بالإضافة إلى مقتل الآلاف، وتردي الأوضاع المعيشية من جراء انهيار البنية التحتية.