ايمان محمد تكتب : … وانتحر العفاف

بقلم : ايمان محمد – اعلام جامعة الازهر

الهذا الحد غاب دور الأسرة عن حياة الأبناء ، الهذه الدرجة انعدمت المراقبة للنفس ولرب السماوات ، أهؤلاء حماة ثري الوطن ؟ وهن مربيات الأجيال !! . أيحولون ساحة العلم إلي مستنقع للبغاء ؟ أيضعون سماً في العسل ويتلذذون بالطعام ؟
في ساحة الجامعة هناك ، اجتمع كل شاب وفتاه ووقعت الطيور علي اشكالها واستأسد الشباب ، واستضعفوا الفتيات . لم يرفقوا بتلك القوارير الصغار اللائي ما تحصن من كيد الشيطان ، فبتن لقماً سائغة لشياطين الانس والجان ، فادعي حبها فموعد فلقاء فشيطان قد أباح لهم الحرام ، فزواج عرفي مخالف لجميع القواعد والأعراف ، فكارثة قد احلت بالمجتمع والأهل وجميع الأخلاء .
ان الغياب غير المبرر للأسرة التي لم تزرع في أبنائها منذ الطفولة مراقبة الله وتقواه ولم تحصنهم من كيد الشيطان ، مع تأخر سن الزواج ، وصعوبة العيش ، وزيادة تكاليف الزواج ، والمغالاة في المهور والذهب وغيرها من متطلبات الزواج ، كل هذه العوامل مجتمعة أدت الي ارتفاع حالات الزواج العرفي في المجتمع ، وخاصة في الجامعات التى تعد اكبر ملتقي للشباب .
فأبناء الزواج العرفي مصيرهم ليس إلا ليل بهيم وظلام دامس ، بذنب لم تقترفه أيديهم ، بل سفاهة الاباء والأمهات الذين القوا بأيديهم الي هذا الوحل وإلى غياهب الظلام .
المجتمع فى حاجة ماسة إلى صرخة انتفاضه تخرج به من هذا النفق المظلم المتمثل فى مرض ” الزواج العرفي ” ، وعلي أولي الامر تكثيف برامج التوعية للشباب والفتيات لعلهم يرتدعون ويرجعون عن تلك السفاهات .
إنها كارثة باتت تنخر فى جدران المجتمع ، ولابد للعلماء والمفكرين والمسئولين التعاضد لإيجاد حلولاً ناجعة وعاجلة لهذا المرض السرطانى العضال الذى تفشى فى مجتمعنا ، فبات يهدد جميع الأواصر ويدمر العائلات .