عامل الناس بأخلاقك

شوار ح حماك:
جلس عجوز حكيم على ضفة نهر , وفجأه لمح قطاً وقع في الماء ، وأخذ القط يتخبط ؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق .
قرر الرجل أن ينقذه ؛ مدّ له يده , فخمشه القط , سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم , ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه ، فخربشه القط , سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم ، وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة !!
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر و يراقب ما يحدث , صرخ الرجل : أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟ لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط ، ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً : يا بني من طبع القط أن يخمش , و من طبعي أنا أن أُحب و أعطف ؛ فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي !؟
يا بني : عامل الناس بطبعك لا بطبعهم مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان ، ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل.
عندما تعيش لتسعد الآخرين سيبعث الله لك من يعيش ليُسعدك , هل جزاء الإحسان إلا الإحسان , ” كن جميل الخلق تهواك القلوب ” فلا تندم على لحظات أسعدت بها أحداً حتى وإن لم يكن يستحق ذلك الطرف الآخر ، كن شيئاً جميلاً في حياة من يعرفك , و كفى أن لك ربّاً يجازيك بالإحسان إحساناً .