دعوة النائب نبيل الفضل لاستباحة المسكرات بالبلد لم تكن جديدة علينا، بل الجديد هنا في تلك الدعوة المقولة أنها أصبحت بقدرة قادر فجأة من عاداتنا وتقاليدنا!
وكأن الكويتيين ينتظرون الفضل أن يعلمهم بعاداتهم وتقاليدهم.. وتاريخهم المشرق مرصع بالالتزام بتعاليم الدين من تحفيظ للقرآن الكريم عند الكتاتيب والمطوع مع المطوعة ومن حشمة و«حجاب وعباءة وبرقع وبوشية»، ومن طرد لكل «سكران» من منزل ذويه ومعاقبته من قبل حكومته بالجلد والسجن!
إذا ارادوا الدستور دليلا فاضحا لهم «نعطيهم» المادة الثانية التي تقول: «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، لذلك لابد من الانصياع للدستور الذي يتغنون به ليل نهار والمستند أساسا على منهج الشريعة الإسلامية التي حرمت المسكرات والعربدة!
أما إذا كانوا يقصدون من وراء دعواتهم الشاذة استباحة الخمر من ناحية الشرع فإنهم يكذبون والعياذ بالله بما جاء في قوله تعالى في الآيتين (90-91) من سورة المائدة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ – إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
وقال رسول الله ﷺ (كل ما أسكر كثيره فقليله حرام)، كما لعن النبي ﷺ في الخمر (شاربها وساقيها وعاصرها …) ولكن نحن نتحدث مع من؟.. والى من؟
نسأل الله أن يشفيهم ولا«يبلانا»!
waleed_yawatan@yahoo.com
نقلا عن الراي
