منوعات

الببغائية

الببغائية هي الحكم والاستدلال بالألفاظ من دون أن تكون المعاني حاضرة في الذهن، وقد سمينا ذلك بالعربية (ببغائية) نسبة إلى الببغاء، لأن الببغاء طائر يسمع الكلام فيعيده دون أن يفهم معناه.

 ليبنيز : كثيرا ما نفكر بالألفاظ من دون أن تكون الأشياء نفسها حاضرة في أذهاننا. إن هذه المعرفة لا تؤثر في القلب. وهكذا، إذا كنا نفضل الأسوأ على غيره، فمرد ذلك إلى أننا نشعر بالخير الذي يحتويه من دون أن نشعر بالشر الذي فيه، أو بالخير الذي في ضده. فنفرض ونعتقد أو بالأحرى نردد، لمجرد ثقتنا بغيرنا، أو لثقتنا على الأكثر بما نتذكره من استدلالاتنا الماضية، أن أعظم الخير في الجانب الأحسن، وإن أعظم الشر في الآخر. ولكن أفكارنا واستدلالاتنا المضادة للشعور هي، عند عدم نظرنا فيها، نوع من الببغائية التي لا تولد في الذهن شيئا.

هذا القول يدل على أن ليبنيز أطلق لفظ الببغائية على الاسمية المفرطة التي ترجع المعاني إلى الألفاظ الدالة عليها، فلا تفرق بين كلام الإنسان وكلام الببغاء، أما الاسمية المعقولة، فهي بعيدة كل البعد عن الببغائية، لأنها تجعل معنى الاسم قائما على عدد غير معين من الصور.

ومع ذلك هنالك ببغائية واقعية عظيمة الخطورة، ذلك أننا كثيرا ما نفكر بالإشارات وهي في معظم الأحوال أبدال من دون أن تكون الصور في أذهاننا، فنظن أننا نفكر ونحن في الحقيقة لا نفكر، بل نردد ألفاظا لا نفهم معانيها.

الذي أشار إليه ليبنز بقوله : إننا كثيرا ما نستبدل بلباب الأشياء قشورها، فنردد الحكم المأثورة من دون أن تكون معانيها حاضرة لدينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى