آراءمحلي

البغلي: سُمعتنا يا البنك المركزي

علي البغلي
علي البغلي

علي أحمد البغلي – القبس:

بنكنا المركزي، الذي أتحفنا أخيراً بالإصدار السادس من الدينار الكويتي، الذي أثار ضجة في الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي لا تزال مستمرة حتى الآن.. وبمناسبة الحديث عن الإصدار السادس ذي الألوان الماكنتوشية البراقة، جاءت الأخبار بأن مكائن الطوابع لا تقبل أوراق النقد الجديدة، مما يوقع مراجعي الدوائر الرسمية في حيص بيص، وقد وقعت مشاكل عدة في هذا الأسبوع في مطار الكويت للقادمين والراغبين في الحصول على فيزا بالمطار، وطلب منهم جلب طوابع مالية، فرفضت المكائن القديمة بإباء وشمم قبول الأوراق النقدية الماكنتوشية، ومنا للدكتور المحافظ الشاب، الذي يتربع توقيعه على صدر أنواطنا الجديدة!

***

الموضوع الآخر المتصل بعمل البنك المركزي «المفتح باللبن» على بنوكنا المحلية وشركات الاستثمار موقعاً عليها الغرامات بعشرات ومئات الآلاف، والأوامر والنواهي، التي لا تقبل مناقشة أو إعادة نظر، وكأنك في مؤسسة عسكرية.. نهدي لبنكنا المركزي العتيد تقريراً منشوراً في موقع «ديلي بيست» الأميركي نشرته الزميلة الوطن في 7 يوليو الجاري – التقرير يتحدث عن علاقة دول خليجية، وعلى رأسها الكويت، بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسنتعرض للتقرير بما يخص الكويت ورقابة بنكها المركزي المالية، والتي لمح إليها أحد المسؤولين في الصحافة يوم الثلاثاء 8 يوليو الجاري بتبرئته وزارتي الشؤون والداخلية من الإهمال في الرقابة على الأموال التي تجمع لمصلحة المقاتلين في سوريا والعراق (النصرة وداعش)، ولمسؤولية جهات رسمية أخرى لا نستبعد أن يكون البنك المركزي على رأسها! تقرير «ديلي بيست» يقول ان الممول الرئيسي لـ «داعش» هم أثرياء في الخليج من الكويت وقطر والسعودية (لاحظ أن الكويت وردت أولاً!). التقرير يوضح – بما يحز بالنفس – بالقول: «ان المفارقة المثيرة أن «داعش» الذي يمول خلال المانحين الكويتيين، تحالف الآن مع بقايا النظام البعثي الذي احتل بقيادة صدام حسين الكويت عام 1990 والآن الكويت تساعد على صعود حلفائه!».

ونحن نهدي هذا الكلام لأساطين السلف والإخوان الذين يهونون – لغرض في أنفسهم – من خطر «داعش» الماحق علينا!

أخطر ما جاء بالتقرير وهو رسالة نوجهها لوزير المالية ومحافظ البنك المركزي استشهاده من مقتطفات من حديث الباحث اندور تايلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي قال: الجميع يعلم أن المال القادم من الخليج يمر عبر «الكويت»، وأن النظام البنكي هناك – أي في الكويت – تعرض لمشاكل كبيرة بسبب أنه مثل قناة رئيسية للمال المقدم للتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق! والأخطر من ذلك وهي أيضاً رسالة نوجهها للوزير والمحافظ ما ذكره التقرير أن معهد بروكنجنز للأبحاث بواشنطن ذكر في دراسة له أواخر العام الماضي «أن مئات الملايين من الدولارات القادمة من الخليج وجهت للمتمردين في سوريا عبر «الكويت» التي سمحت قواعدها البنكية «الضعيفة» بجمع التمويل للجماعات المسلحة التي أشارت التقارير الى أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة!». انتهى.

ونحن نصفق كفاً بكف، ونقول إن ثبت صحة ما تضمنه التقرير فإن هذي آخر سمعتنا البنكية في العالم يا بنك مركزي؟! فأنت بالرغم من استئسادك على بنوكنا وشركاتنا الاستثمارية، فإنه كما يظهر – ونتمنى أن نكون مخطئين بذلك – استئساد له خطوط حمراء لا يستطيع أو لا يريد (لا فرق) تجاوزها!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى