آراءمحلي

البغلي: يا وزير المالية.. موزين!

علي البغلي
علي البغلي

 

علي أحمد البغلي – القبس:

مضى على اضراب موظفي التأمينات الاجتماعية ما يزيد على الاسبوعين من دون أي حل يلوح في الأفق.. وقد تدرج موظفو المؤسسة بالاضراب الجزئي، ثم الاضراب الكلي.. ولا حياة لمن تنادي.. فمن تعطلت مصالحه ــــ من دون ذنب منه أو خطية ــــ هم جمهور المتقاعدين من موظفي الدولة والقطاع الخاص، وأراملهم وأولادهم القصر.. وهؤلاء لا نواب يدافعون عنهم ولا حناجر نحاسية في ساحة الإرادة تطالب بإنصافهم.. ولذلك فإن الحكومة الرشيدة ممثلة بالسيد وزير المالية «سكر الجام» وأغلق أذنيه عن الاستماع لهم والاستجابة للمطالب العادلة لموظفي التأمينات.. موظفو التأمينات الذين يشهد القاصي والداني على تعاملهم الحضاري مع مراجعيهم من مواطنين متقاعدين وغير متقاعدين، وهو تعامل كلت ألسنتنا بضرورة الاقتداء به وتقليده في الدوائر الحكومية التي يراجعها الجمهور، حيث يسومه موظفو حكومة «تعال باجر»، أو «اخلص ريوقي وأشوف طلبك» مر العذاب.. وهي أمور أكثر من عادية على سبيل المثال وليس الحصر في وزارات الشؤون والداخلية والعدل وغيرها!

موظفو التأمينات لا يريدون إلا المساواة مع موظفي البنك المركزي المرفهين ماديا ومعنويا.. موظفو بنك أوراق نقدنا الجديد «الماكنتوشية» الألوان نالوا زيادة على رواتبهم منذ سبع سنوات في عام 2007 وزيادة أخرى عام 2011.. ولم ينب موظفو التأمينات أي طيب مع أن وزيرهم واحد! وهو وزير المالية، الذي وافق أحد أسلافه في مجلس الوزراء منذ سنوات على الزيادات الفلكية لعمال وموظفي شركات النفط بحجة أن تلك الزيادات الخيالية لا تؤثر في الميزانية العامة لأن ميزانية مؤسسة البترول وشركاتها ميزانية خاصة ومستقلة!

موظفو الجمارك أضربوا منذ مدة فنالوا ما طالبوا به، فهل تريد حكومتنا الرشيدة إذلال مواطنيها المتقاعدين لكي يصبوا جام غضبهم على الموظفين المضربين لأن الحكومة «معطتهم اذن من طين واذن من عجين»؟!

نطلب من الاخ الفاضل مدير التأمينات الاجتماعية حمد الحميضي، وهو من تربى وترعرع واحد مؤسسي ذلك الصرح الحضاري مع طيبي الذكر حمد الجوعان ومشاري العصيمي وعبدالله الطويل وأحمد الفرحان وغيرهم، ان يعمل كل جهده لانصاف موظفيه وإجابة مطالباتهم المستحقة وهو على قناعة راسخة بذلك، ولكن الأمر ليس بيده وحده، بل إن الأمر بيد وزير المالية وهو رئيس مجلس إدارة التأمينات، ويقع على عاتقه حل مشاكلها مع مجلس الخدمة المدنية، ونهمس في اذن اخينا بوناصر: ترى الكيل بمكيالين يا بوناصر.. مو زين؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى