

عبدالله سهر:
من الذي لا يتوافق مع الامام الحسين فيما ضحى من أجله، ومن ذا الذي يقف مع معسكر يزيد فيما ذهب اليه؟ لو وجهت هذا السؤال لملايين من البشر، مسلمين وغيرهم، في وقتنا هذا أم أي وقت من أول أو آخر الدهر لآتاك الجواب واحدا «نحن مع الحسين».
لقد ضحى الحسين من أجل رفض الظلم، ولقد مضى وأهله وذويه تحت وطء الخيول وضرب السيوف من أجل الكرامة التي ترفض الذل والخنوع والهوان، لقد نهض الحسين من أجل تكريس مبادئ الحرية والعدالة ودفع مقابل ذلك دمه ودماء عترته وأصحابه الطاهرة، ولقد قبل الحسين بمواجهة يعرف نهايتها المادية في اطارها العسكري لأنه يعرف بأن الحق ليس محددا بمكان أو بزمان وانه لا محال بانتصاره، أثناء أوج المواجهة انشغل الحسين عليه السلام في رسم ملحمة في قوامها الصدق والثبات والتضحية والاخاء والنصح والبذل والحرية والتسامح والشجاعة والايمان والكرامة والصبر، فكانت صوره على طوال التاريخ صادقا مضحيا متآخيا ناصحا باذلا حرا متسامحا شجاعا مؤمنا كريما صابرا ولو كره الظالمون.
فاذا كان كذلك فهو بحق من رسول الله ليس بالتسلسل الوراثي فحسب انما بالتجلي الروحي والمعنى المعنوي والفكري والبعد الايماني والرباني.هو كذلك أبو عبدالله الحسين يمثل الحب بل قمة العشق لمعانقة المبادئ التي طالما يتحلى بها أكثر الناس {وَلكِنَّ أكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهونَ}.
اذن فالادعاء شيئ والعمل شيئ آخر لدي الكثير ممن يدعون انهم يحبون الحسين.الذي يحب الحسين لا يفرق والذي يحب الحسن لا يطعن والذي يحب الحسين لا يشتم والذي يحب الحسن لا يبخس الناس أشياءهم والذي يحب الحسين لا يتعصب والذي يحب الحسين لا يغش ولا يكذب ولا يدلس ولا يخنع ولا يخضع ولا يطعن ولا يسرق ولا يراوغ ولا يماري ولا ينافق ولا يثير فتنة ولا يقطع رزقا ولا يزهق روحا ولا يُكفر الناس.
إحب الحسين نهج صعب الا على من هو ذو حظ عند الله عظيم وكما قال عليه السلام «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درة معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون». فكم من هؤلاء الذين يتاجرون بالدين ويقتاتون على عزف الطائفية يتغنون ويغتنون من ريائهم لمحبة الحسين ولكن الواقع كشفهم في كل لحظة تظهر وجوههم وفي كل وقت تتحدث به ألسنتهم من قذف وشتم وفتنة وكراهية وتكسب سياسي رخيص مقيت.
أين هؤلاء من محبي الحسين الحقيقيين من أمثال المواطنين الذي أظهروا صدق حبهم من أمثال السيد مبارك المطيري الذي فتح بيته لإخوانه لمجالس العزاء للحسين، أين هؤلاء من الشباب من الشيعة والسنة الذين وقفوا صفا واحدا على الطريق ينظفون الشوارع ويسقون الناس؟ أين هؤلاء من بعض الزملاء الكتاب في الصحافة الذين كتبوا عن الحسين بحق ودعوا لاحترام عقائد الآخر؟ أين هؤلاء من الكثير من الجيران الذين يتبادلون بركة الحسين؟ أين هؤلاء من الذين أريقت دماؤهم تضحية لوطنهم عندما أتاها الغازي المعتدي الأثيم؟ أين هؤلاء من قوله تعالى {أدعو الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} أين هؤلاء مما يمارسه الارهابيون باسم الدين من قطع للرؤوس وسبي للناس واستعباد للبشر واعتداء على الآمنين؟ أين هؤلاء من رفض الكذب والتدليس السياسي والرشوة السياسية والفتنة السياسية التي يقوم بها البعض متغطيا بلحاف الدين؟
إن حب الحسين يجمعنا ولا يمكن ان يفرقنا شريطة ان نكون معه صادقين عملا وقولا ومستقيمين معه شعارا وشعائرا!! اننا اليوم أشد ما نحتاجه هو تلك الأمثال التي نضربها للناس كما كان أبو عبدالله الحسين عليه السلام مؤمنين بسلام الاسلام وبحق الآخر بالاختيار والحرية والمساواة والعدل، حينها نجسد بالفعل تلك الملحمة التي سطرها الحسين عليه السلام فكان جديرا بحمل لقب سيد الشهداء.
مع
شكرا للسلطتين التشريعية والتنفيذية في ترحيل يوم اجتماع مجلس الأمة ليوم الثلاثاء دون مزايدات، ونتمنى ان يتعلم من ذلك ممن اجتمع للتحريض وبث الفتنة.. شكرا لوزير التربية وشكرا لمدير الجامعة لصدور قرارا يدعو عدم عمل اختبارات في يومي الاثنين والثلاثاء، وشكرا للمواطنين الذين تلاحموا وتزاحموا وتحابوا على درب الحسين ورفضوا دعاوى الفتنة والتطرف والشتم والغلو، وسلام على الحسين يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يوم يبعث حيا.
ضد
هم الشلل الرباعي
تجار الطائفية
المتعصبون
المتطرفون
الإرهابيون