صورة و خبرمحليات

نماء الخيرية: منصة العمل الخيري تنطلق برؤية جديدة تعزز الأثر المؤسسي للعمل الخيري

في خطوة رائدة تعكس طموح الكويت نحو ترسيخ مكانتها مركزًا للعمل الإنساني عالمياً، أعلنت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي عن انطلاق «منصة العمل الخيري»، وهي مبادرة نوعية تهدف إلى صياغة مسارات جديدة في قطاع العمل الخيري، تجمع بين التحليل والرؤية والممارسة الواقعية، وتنتقل بالمؤسسات من الاستجابة اللحظية إلى الأثر المستدام طويل المدى.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي: إن هذه المنصة، التي تأتي ثمرة خبرة تراكمية وممارسة مؤسسية راسخة، تمثل جسراً يربط بين الفكر والعمل، وتضع بين يدي المؤسسات الخيرية أدوات معرفية وتطبيقية متقدمة تسهم في تعزيز الشفافية، وتطوير الحوكمة، ودعم الابتكار، وتحقيق الاستدامة المالية والتنظيمية للقطاع غير الربحي.
وتابع العتيبي: لأن الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في بناء مبادرات مؤسسية في مجال العمل الإنساني، فقد رأت نماء الخيرية أن اللحظة الراهنة تقتضي تقديم مشروع يواكب التحولات التكنولوجية والتنظيمية، ويمنح المؤسسات أدوات عملية قادرة على مواجهة تحديات الواقع وصناعة الأثر.
وأوضح العتيبي أن المنصة ترتكز على فكرة محورية تحويل المعرفة إلى ممارسة، والممارسة إلى قرار مؤسسي رشيد، بما يفضي في النهاية إلى أثر اجتماعي وإنساني مستدام، وهي رؤية تستلهم من التجربة الكويتية في العمل الخيري، التي جمعت بين الأصالة في العطاء والابتكار في التنظيم، مبيناً أن المنصة ترتكز على 4 أبعاد أساسية، منها: الشفافية من خلال توفير أدوات قياس ومؤشرات أداء دقيقة، والابتكار عبر إدماج تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي في العمل المؤسسي، والحوكمة بتعزيز دور مجالس الإدارة والرقابة الداخلية، والاستدامة من خلال تنويع مصادر التمويل وبناء شراكات إستراتيجية.
وأشار إلى أن المنصة تضم مجموعة من المشاريع والموارد التي تشكل معاً منظومة متكاملة، منها «مجلة العمل الإنساني» وهي عبارة عن إصدار دوري يعنى بمتابعة الاتجاهات الحديثة في القطاع الخيري، ويسلط الضوء على التجارب المبتكرة، ويعزز ثقافة تبادل المعرفة بين الباحثين والممارسين، إضافة إلى الموارد التطبيقية وهي حزمة من الأدلة العملية، منها دليل الذكاء الاصطناعي في العمل الخيري، ودليل إعداد أوراق تقدير موقف للقضايا الإنسانية، ودليل تنويع مصادر التمويل والاستدامة المالية، وإطار الحوكمة الرشيدة والإدارة الإستراتيجية والأدوات الذكية.
كما توفر المنصة أدوات رقمية متقدمة، أبرزها أداة تحليل أثر المشاريع لقياس كفاءة وأثر المبادرات، ولوحة قياس الأداء لمراقبة المؤشرات التشغيلية والمالية في الزمن الحقيقي، إضافة إلى الفعاليات والمؤتمرات وهي مساحة تفاعلية تجمع الخبراء وصناع القرار لمناقشة التحديات الإنسانية واستشراف مستقبل القطاع، من خلال ندوات دورية ومؤتمر سنوي رائد.
وأوضح العتيبي أن انطلاق «منصة العمل الإنساني» يعبر عن رؤية نماء في الارتقاء بالعمل الخيري إلى مستوى مؤسسي أكثر عمقًا وتأثيراً؛ فنحن لا نتحدث فقط عن مشاريع لحظية أو مبادرات فردية، بل عن بناء منظومة معرفية متكاملة تساعد المؤسسات على تحويل الفكر إلى ممارسة، والممارسة إلى قرار رشيد، والقرار إلى أثر ملموس في حياة الناس.


وأضاف: ما يميز هذه المنصة أنها لا تقف عند حدود تقديم المعرفة النظرية، بل تترجمها إلى أدوات عملية قابلة للاستخدام من قبل المؤسسات الخيرية؛ فالأدلة التطبيقية، والأدوات الذكية، والمجلة الدورية، كلها عناصر تعكس هذا التوجه العملي، فنحن نريد أن نمكّن المؤسسات الخيرية من استخدام البيانات والتحليل العلمي في تطوير مشاريعها واتخاذ قراراتها.
وتابع العتيبي أننا في نماء نؤمن بأن الاستدامة المالية والمؤسسية لا تتحقق إلا عبر الحوكمة الرشيدة، وتعزيز الشفافية، وبناء شراكات إستراتيجية متينة، وهذه المنصة تسعى لتجسيد هذه المبادئ في صورة عملية، تُسهِم في رفع كفاءة المؤسسات وتعظيم أثرها.
واستطرد: منصة العمل الإنساني تأتي في وقت تتعاظم فيه التحديات الإنسانية على مستوى المنطقة والعالم؛ ما يستدعي وجود أدوات أكثر حداثة وكفاءة، فنحن نريد أن نمنح المؤسسات القدرة على مواجهة هذه التحديات بوعي وفاعلية.
من جانبه، قال عبدالعزيز الكندري، نائب الرئيس التنفيذي في نماء الخيرية: إن «منصة العمل الإنساني» تمثل انعكاساً لالتزام نماء الخيرية ببناء بيئة معرفية متقدمة للقطاع غير الربحي، حيث نسعى من خلالها إلى أن يكون القرار في المؤسسات الخيرية مبنياً على الأدلة والتحليل العلمي، لا على الارتجال أو الانطباعات اللحظية.
وأضاف: واحدة من أهم خصائص المنصة أنها توفر للمؤسسات أدلة عملية تغطي قضايا محورية مثل الذكاء الاصطناعي، والاستدامة المالية، والحوكمة، وإعداد أوراق تقدير الموقف، هذه الأدلة ليست مجرد نصوص نظرية، بل أدوات قابلة للتطبيق تساعد الجمعيات على تطوير أدائها.
وتابع الكندري: لقد لاحظنا أن جزءاً من تحديات القطاع الخيري يكمن في الاعتماد المفرط على التمويل الفردي، وفي غياب أدوات دقيقة لقياس الأثر، والمنصة تسعى لمعالجة هذه الفجوات، عبر توفير أدوات تحليلية تُمكّن الجمعيات من تقييم مشاريعها بدقة، وبناء إستراتيجيات تمويل متنوعة ومستدامة.
واستطرد: أهمية المنصة أيضاً تكمن في كونها مساحة للتلاقي بين الخبراء وصناع القرار والممارسين، والمؤتمرات والندوات التي تنظمها ستفتح آفاقاً جديدة للتفكير المشترك، وتطوير حلول جماعية للتحديات الإنسانية.
ومن ناحيته، قال عبدالعزيز الإبراهيم، رئيس قطاع الاتصال بنماء الخيرية: «منصة العمل الإنساني» ليست مجرد مشروع داخلي لنماء، بل هي مبادرة موجهة إلى المجتمع المدني بأكمله، وإلى المؤسسات الخيرية التي تبحث عن أدوات حديثة تعزز كفاءتها وفاعليتها، من هنا فإن دور قطاع الاتصال سيكون أساسياً في إيصال رسائل المنصة إلى المستفيدين والشركاء والجمهور العام.
وأضاف: نحن نركز على أن تكون رسائلنا واضحة ومبنية على قيم الشفافية والمصداقية، وهذه المنصة تقدم محتوى ثرياً ومعقداً في بعض الأحيان، ودورنا هو تبسيطه وتوصيله بلغة يفهمها الجميع، من صانع القرار وحتى المتطوع في الميدان.
وتابع الإبراهيم: العمل الإنساني اليوم لا ينفصل عن الإعلام، والإعلام هو الأداة التي تجعل من الأفكار قوة مؤثرة، ومن التجارب دروساً متبادلة، ومن المبادرات نماذج قابلة للتعميم؛ لذلك فإن نجاح المنصة مرتبط بقدرتها على أن تكون حاضرة في الوعي العام، وهذا ما نسعى لتحقيقه.
واختتم الإبراهيم تصريحه قائلاً: «منصة العمل الإنساني» هي رسالة من الكويت إلى العالم، تقول: إن العمل الخيري لم يعد عملاً تقليدياً، بل صناعة مؤسسية تحتاج إلى إعلام ذكي وفاعل.


ومن ناحيته، قال وليد البسام، رئيس قطاع المشاريع والتنمية بنماء الخيرية: إن تجربتنا في قطاع المشاريع والتنمية علمتنا أن النجاح في العمل الخيري لا يقاس فقط بعدد المشاريع المنفذة، بل بمدى استدامتها وأثرها الحقيقي على حياة المستفيدين، من هنا جاءت فكرة المنصة لتمنحنا أدوات دقيقة لقياس هذا الأثر وتطويره.
وأضاف: الأداة التحليلية التي توفرها المنصة لقياس أثر المشاريع ستغير الكثير من المفاهيم التقليدية، فهي تتيح لنا أن نعرف تكلفة المستفيد الواحد، وأن نقارن بين المشاريع على أساس الكفاءة والأثر، لا فقط على أساس حجم الإنفاق.
وتابع البسام: كما أن لوحة قياس الأداء ستمنح المؤسسات قدرة غير مسبوقة على متابعة مؤشرات أدائها المالية والتشغيلية في الزمن الحقيقي، وهو ما يرفع من مستوى الكفاءة والحوكمة، مستطرداً: أعتقد أن الأثر الأكبر للمنصة سيكون في تعزيز ثقافة التخطيط الإستراتيجي لدى المؤسسات الخيرية، بدلاً من الاستجابة اللحظية للأزمات فقط، ستصبح لدينا القدرة على إعداد تقديرات موقف، وبناء سيناريوهات متعددة، واتخاذ قرارات أكثر حكمة.
واختتم قائلاً: «منصة العمل الإنساني» هي مستقبل القطاع الخيري، لأنها تمكّنه من التحرك من موقع الفعل ورد الفعل، إلى موقع المبادرة والتأثير المستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى