أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وكولومبيا بعد الاعتراف بفلسطين

تشهد العلاقات الإسرائيلية الكولومبية توترا متصاعدا عقب اعتراف الأخيرة بدولة فلسطين قبل أيام معدودة، في وقت يسود فيه غضب شديد الأوساط السياسية والدبلوماسية في تل أبيب.
وقالت الكاتبة بصحيفة هآرتس ناعا لانداو إن “إسرائيل تواجه إخفاقا أمنيا وسياسيا خطيرا عقب اعتراف كولومبيا المفاجئ بدولة فلسطين، لاسيما أنها أخفت توجهاتها هذه طيلة الفترة الماضية”.
وأضافت في تقرير أنه “حسب التقديرات الإسرائيلية فإن هذه الخطوة تم تنسيقها مع الحكومة الكولومبية الجديدة التي استلمت مهامها للتو في الأسبوع الماضي، ما أدخل الدولتين في أزمة دبلوماسية”.
وأشارت إلى أن “القرار الكولومبي تم استقباله في تل أبيب بكثير من الإحباط وخيبة الأمل، لأنه آت من دولة صديقة، لديها شبكة علاقات وثيقة معها، سواء على مستوى الشعبين، أم الزعماء فيهما”.
وأكدت أن “السفارة الإسرائيلية في بوغوتا عاصمة كولومبيا أصيبت بمفاجأة غير سارة أبدا من قرار الحكومة المنتهية ولايتها بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، ومن الطريقة التي تم اتخاذ القرار بها، وتتوقع من الحكومة الجديدة أن تراعي علاقاتها الحميمة مع تل أبيب، وتحرص على عدم إحداث تغيير في علاقاتها مع حليفتها الإسرائيلية”.
ولفتت إلى أن “وزارة الخارجية الإسرائيلية خاطبت وزير الخارجية الجديد كارلوس هولمس بأن يغير القرار، الذي أثر سلبا على علاقات الدولتين، وأضر بمستوى التنسيق المشترك بينهما في القضايا والمصالح المتبادلة”.
وأوضحت أن “القرار اتخذه الرئيس الكولومبي المغادر خوان مانويل سانتوس يوم الثالث من أغسطس الجاري، وقد أرسل خطابه بهذا الاعتراف لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قبل خمسة أيام فقط من نهاية ولايته الرئاسية، مبديا تضامنه مع معاناة الشعب الفلسطيني، وضرورة مساعدته لإيجاد دولته الفلسطينية، بحيث تكون دولة ضمن باقي شعوب العالم”.
ونوهت إلى أنه “تم الاعتراف الكولومبي بفلسطين بعد يوم واحد فقط من دخول الحكومة الجديدة لاستلام صلاحياتها ومهامها الدستورية، وتم إخفاء القرار عن إسرائيل، واتخاذه بصورة سرية مطلقة، ولذلك جاء الغضب مضاعفا في تل أبيب”.