

د. محمد بن إبراهيم الشيباني:
نفى السفير العراقي لصدام في الأمم المتحدة محمد المشاط وجود مشروع عملاق (المدفع العملاق) قائلاً إنها «كذبة عملاقة» عام 1990 قبل الغزو على الكويت.
برنامج نووي عراقي وصناعة مدفع عملاق وشراء كل المستلزمات من بريطانيا وهي الأنابيب، حتى إذا وصلت الخطة البريطانية الأميركية إلى النهاية قتل مصمم المدفع د. بول جيرالد في «1990/3/22» أمام شقته في لندن، كان الاغتيال محكماً ومتقناً وعلى يد محترفين.. قيل عنه: مات أفضل العقول العلمية في العالم، وهو من الرجال الذين كان يعتمد عليهم صدام حسين.
ذكر مؤلفو كتاب «في قلب عاصفة الصحراء..» لقد اعتقل الكثيرون بعد ذلك في لندن، ولكن التهم أسقطت عنهم وأغلقت القضية إلى الأبد. وكان واضحا أن حكومة تاتشر سمحت ببناء الأنابيب حتى اللحظة الأخيرة، ولم يكن هناك سرٌ في الموضوع أمام المخابرات البريطانية، أما السبب فهو تجاري خالص!
في 1990/8/2 جاء الغزو العراقي، وفي 1990/1/16 تم تدمير كل شيء في العراق بنية عسكرية واقتصادية من دون التوسط لحل سلمي، ثم في 1991/2/24 بدأ الهجوم البري فانتهى كل شيء اسمه قوة العراق.
واليوم كما الأمس، الحديث عن المفاعل الإيراني والقوة الإيرانية و..و.. التي بيعت فيها من المستلزمات النووية من كل الدول الكبرى وغيرها وعلى مرأى وعلم منها واللقاءات الإيرانية الغربية الفاشلة أو الايجابية في كل مرة وآخرها لم يتوصل إلى شيء يشفي غليل الحكومة الإيرانية وصبرها الطويل، فالنتائج المتوقعة إما إلى ضربة في المستقبل كما فعل بصدام وسلاحه بل ودولته، فالدول الكبرى تاجر يريد تسويق بضاعته إلى النهاية، وعنده مفاتيح تدمير كل قطعة من هذه البضاعة، وإما أن تستخدم إيران ـ وهي تعلم وتعي، ولكن لا تستطيع فعل شيء ـ لأغراض اقتصادية وسياسية وعسكرية تنفع أميركا والغرب، حيث ترى هذه الدول أنها الأصلح والأقدر لها في الوقت الحاضر حتى إشعار آخر، وما أكثر هذه الأغراض اليوم، بل طلباتهم التي لا تنتهي. والله المستعان.
• أمنها القومي
«إن أميركا التي تمسك الآن بمقاليد السياسة الدولية وتتفرد في صناعة القرار الدولي في حقبة ما بعد الحرب الباردة، تعتبر أن أمن الخليج العربي هو جزء من أمنها القومي»، (الخليج مفاتيح لفهم حرب معلنة).
المصدر: القبس.