حوادث وقضاياشـؤون خارجيةصورة و خبر

“التزييف العميق”..ظاهرة تقلق الشركات والحكومات

رصد بحث تكنولوجي جديد وجود طفرة مثيرة للقلق في إنتاج ما يطلق عليه مقاطع فيديو بتقنية “التزييف العميق Deepfake”، وتضاعف عدد هذه المقاطع على الإنترنت خلال الأشهر التسعة الماضية تقريبا، وهناك ما يشير أيضا إلى أن إنتاج مقاطع الفيديو هذه أصبح عملا مربحا.

وعلى الرغم من تركيز حالة القلق على استخدام هذه المقاطع لأغراض سياسية، إلا أن الأدلة تشير إلى أن المواد الإباحية تمثل الغالبية العظمى من استخدام مثل هذه المقاطع.

أجرى البحث مؤسسة “ديب تريس” للأمن الإلكتروني، ورصد الباحثون إنتاج 14698 مقطع فيديو على الإنترنت، مقارنة بـ 7964 مقطعا في ديسمبر 2018.

وقال الباحثون إن 96 في المئة من المواد كانت إباحية في طبيعتها، وغالبا ما يكون الوجه لشخصية شهيرة يستبدل بها وجه الممثل الأصلي المصور في مشهد يمارس نشاطا جنسيا.

وعلى الرغم من أن العديد من الموضوعات المعروضة كانت لممثلات أمريكيات وبريطانيات، إلا أن الباحثين وجدوا أن مغنيين بوب من كوريا الجنوبية قد استُخدموا أيضا بكثرة في إنتاج مقاطع فيديو مزيفة، مما يؤكد أنها ظاهرة عالمية.

  • ويسلط التقرير الضوء على إمكانية استخدام تقنية “التزييف العميق” في الحملات السياسية، وعلى الرغم من ذلك من الواضح أن الخطر الحقيقي في الوقت الراهن يكمن في استخدام التكنولوجيا في أغراض الانتقام الإباحي والتنمر عبر الإنترنت.

ويقول هنري أجدر، رئيس تحليل الأبحاث في مؤسسة “ديب تريس” ، إن الكثير من المناقشات التي تثار بشأن تقنية التزييف العميق تخطيء الهدف.

وأضاف : “يدور النقاش حول السياسة أو الاحتيال والتهديد على المدى القريب، لكن الكثير من الناس ينسون أن المواد الإباحية المثيرة للقلق تعد ظاهرة حقيقية للغاية، وتؤذي الكثير من النساء”.

ويعد وجود مؤسسة “ديب تريس” في حد ذاته دليلا على سرعة انتشار ظاهرة “التزييف العميق” على نحو أصبح مصدر قلق للشركات والحكومات.

وتصف المؤسسة مهمتها بأنها تهدف إلى “حماية الأفراد والمنظمات من الآثار الضارة الناجمة عن الوسائط التي تستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي”.

واستخدم مصطلح “التزييف العميق” لأول مرة في تقرير نشره موقع “ريديت” في عام 2017، وأوضح هذا التقرير أنه في غضون عامين فقط، سيستفيد قطاع التكنولوجيا بأكمله من هذه الظاهرة.

واكتشفت مؤسسة “ديب تريس” أن مواقع الإنترنت الإباحية الأربعة الرائدة التي تستخدم تقنية “التزييف العميق، وتدعمها الإعلانات، جذبت 134 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو الخاصة بها منذ فبراير/شباط 2018.

وتنتشر حاليا التطبيقات التي تجعل من الممكن إنتاج مثل هذه المواد.

أحد هذه التطبيقات يسمح للمستخدمين بخلع ملابس موضوعة بطريقة مصطنعة على صور ثابتة لنساء، ويصل سعر التطبيق إلى 50 دولارا، مقابل إزالة العلامة المائية من على كل منتج نهائي لمادة.

وسجلت زيارات موقع التطبيق زيادة بعد كتابة مقال نقدي بشأن هذا الموضوع.

لكن البرنامج لا يزال موجودا، حيث تم إعادة إصداره من جانب منتجين آخرين يسعون إلى الاستفادة منه.

وأكد خبير مستقل أن البرامج الأخرى سهلت إنتاج مقاطع فيديو مزيفة مقارنة بما سبق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى