آراءدولي

صقر : يا أبناء الأماجد والأكارم: استيقظوا!!

بقلم: مهندس/ محمود صقر.محمود صقر
مع كل حادث إجرامي يحدث في الغرب، يستفزني جداً سلوك طائفة من بني أوطاننا ممن يسارعون في الانبطاح أرضاً رافعين راية اعتذار لجريمة لم يرتكبوها، أو رافعين راية ادعاءٍ بشعور إنساني ضَنَّ بمثله على إخوانه وجيرانه وآثر به ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء.
وما يعنيني في رصد هذا السلوك هو حالة الانهزام النفسي واحتقار الذات، التي تمثل مرضاً فتاكاً لروح الأمة.
ومن هنا وجب تذكير إخواننا المنبطحين أرضاً، بأن بلادنا لم تعرف “القاعدة” و “داعش” وأخواتها إلا في البلاد التي وطئتها أقدام الغرب (المتحضر) وأذنابه المصنوعين على عينه والمستمرين في الحكم تحت رعايته وحمايته.
ونذكر بني قومنا بمن فيهم من المحتقرين لذواتهم، المنسلخين من جلودهم، الجاثين على ركبهم، بأن أسلافهم هم من علموا الدنيا معنى التحضر والإخاء والتسامح.
فيا أبناء الأماجد والأكارم: بلادكم كانت مأوىً لكل مضطهد شريد ، من يهود وأرمن وشركس وغيرهم.
يا أبناء الأماجد والأكارم: حين دخل أسلافكم فرسانا على صهوات جيادهم فاتحين بيت المقدس أعطوا أهله الأمان ونشروا فيه السلام وحفظوا لأهلها بيعهم وكنائسهم وأملاكهم.
وحين دخلها الصليبيون غاصت خيولهم حتى الركب في دماء سكانها.
يا أبناء الاماجد والأكارم: حين دخل أسلافكم طرف أوروبا الغربي في الأندلس نشروا العلم والعرفان والنور، وكانت حضارتهم بقعة ضوء على خارطة أوروبا المظلمة.
وحين دخلها الأسبان دخل معهم اختراع محاكم التفتيش وما لحق بها من آلة التعذيب والقتل والنفي والتشريد، وخراب الديار وطمس الآثار.
يا أبناء الأماجد والأكارم: حين دخل أسلافكم فاتحين لشمال أفريقيا نشروا الدين والتمدين، وجعلوا أذلة أهلها أعزة، وزادوا عزيزهم عزة، وجعلوا منهم الحكام وقادة الجيوش وفرسان الفتح.
وحين دخل الغرب دخل معه السلب والنهب والتجارة في البشر، ودخلت فرنسا (المتحضرة) ومعها اختراع القتل بالخازوق في مصر، ومليون قتيل في الجزائر.
أما الطليان الفاشيين وإجرامهم في ليبيا، فيكفي فيه وصف شاعر النيل “حافظ إبراهيم”:
عَجِزَ الطُليانُ عَن أَبطالِنا & فَأَعَلّوا مِن ذَرارينا الحُساما
كَبَّلوهُم قَتَلوهُم مَثَّلوا & بِذَواتِ الخِدرِ طاحوا بِاليَتامى
ذَبَحوا الأَشياخَ وَالزَمنى وَلَم & يَرحَموا طِفلاً وَلَم يُبقوا غُلاما
أَحرَقوا الدورَ اِستَحَلّوا كُلَّ ما & حَرَّمَت لاهايُ في العَهدِ اِحتِراما
بارَكَ المَطرانُ في أَعمالِهِم &. فَسَلوهُ بارَكَ القَومَ عَلاما
أَبِهَذا جاءَهُم إِنجيلُهُم & آمِراً يُلقي عَلى الأَرضِ سَلاما
كَشَفوا عَن نِيَّةِ الغَربِ لَنا & وَجَلَوا عَن أُفُقِ الشَرقِ الظَلاما.
هكذا كان أسلافكم، وهكذا هو الغرب (المتحضر).!!!
اعرفوا قدركم، قدروا ذواتكم، اقرأوا تاريخكم أفيقوا من غفلتكم.
وحدوا صيحتكم في وجه الغرب ليرفع يده عن بلادنا.
قولوها صريحة: إن أحداث الإجرام في بلادهم فرع عن أصل الإجرام الذي زرعته سياستهم وأجهزة استخباراتهم في بلادنا.
وأن التطرف هو نبت طبيعي في تربة الفساد والاستبداد التي يرعاها الغرب في بلادنا.
وآن لكم بدلاً من احتقار الذات، أن تنفخوا الروح في جسد الأمة المسجى على خارطة العالم من المغرب إلى الصين.
ولا روح لهذه الأمة ولا حياة لجسدها الكبير إلا بالإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى