آراءدوليصورة و خبر

التويجري ناعياً صالح كامل:كام حريصاً على تطهير المعاملات المالية من كل رباً أو شبهة

رحم الله الشيخ صالح كامل رحمة الواسعه وتغمده بعفوه وكرمه‏ وأحسن مثواه وجمعنا به في جناته إنه سميع مجيب

عرفته رحمه الله‏ قبل ما يزيد ‏على 30 عاما وعرفت فيه ‏حب الخير والغيرة على الإسلام والمسلمين والحرص الشديد‏ على تطهير المعاملات المالية في المجتمعات ‏المسلمة من كل رباً أو شبهة ربا.

أجمع من عرفوه وزاملوه في شبابه على حدة ذكائه وقدراته التجارية الفطرية التي صقلها تخصصه في علوم التجارة والاقتصاد، مثلما أجمعوا على عصاميته وشقه لطريقه في الحياة بجد واجتهاد ومصابرة منقطعة النظير. استطاع خلال مدة وجيزة بعد استقالته من العمل الحكومي أن يحقق نجاحات في أعماله التجارية التي تفرغ لها بشكل كامل، وما لبث أن تجاوزت طموحاته حدود مجتمعه المباشر فانطلق إلى جميع الجهات في العالم الإسلامي وحيثما وجدت أقليات مسلمة ينشيء الشركات ويؤسس المصارف والبنوك ويسهم في الأعمال الخيرية والإغاثية دون كلل أو ملل.

كان مثقفاً واسع الإطلاع، وتعمقت معارفه بشكل مذهل في مجالات المالية والمصارف الإسلامية. وكان حريصاً على إيجاد مؤسسات بحثية تعنى بتأصيل الفقه الإسلامي وتطويره في مجالات الاقتصاد والإستثمار والتمويل. أسس قبل ما يزيد على أربعين عاماً مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، وأسس معهد صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، ويعد كلا المركزين أهم مؤسستين علميتين في مجال دراسات وبحوث الاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية. وأنشأ مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا. كما أسس بنك البركة وأسهم قبل ذلك في تأسيس مصرف فيصل الإسلامي.

تولى رئاسة غرفة التجارة الإسلامية ومجلس إدارة المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية إلى جانب رئاسة مجالس إدارة عدد من البنوك والشركات المحلية والعالمية التي تعمل في مجالات الاستثمار والصناعة والزراعة والإعلام. وكرم ونال جوائز محلية منها جائزة رجل أعمال الخليج عام 1993م، ورجل المصارف من البنك الإسلامي للتنمية في عامي 1995، 1996م.

كان مقرباً من الملك فهد رحمه الله ، وله معه مواقف كثيرة سمعتها منه مباشرة أرجو أن يكون قد دونها أو بعضاً منها في مذكراته إن كان قد أسعفه وقته لكتابة مذكراته. كما كان مقرباً من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وله قصص مثيرة مع عدد من زعماء العالم الإسلامي أرجو أن يكون قد دونها قبل رحيله رحمه الله.

كان خيّراً بكل ما تعنيه الكلمة ، ومتواضعاً وبسيطاً ومتبسطاً إلى درجة مذهلة، وكان غيوراً على المملكة وحريصاً على رفعتها والدفاع عنها ، مثلما كان حاملا لهموم المسلمين، وكم تمنيت لو أنه لم يتورط في بعض مشاريعه الإعلامية التي انتقده كثيرون عليها وأنا منهم ، وإن كان لا يساورني شك في حسن نيته ونبل مقاصده غفر الله له، وجلّ من لا يخطيء، ورحم الله بشار ابن برد القائل:

ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاء أن تعد معايبه

رحم الله أبا عبدالله وتغمده بعفوه وكرمه ، وما من شك في أن المملكة تفقد برحيله واحداً من رجالاتها الكبار ، ولا نملك إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم / د. أحمد بن عثمان ااتويجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى