قبرص: وصول 17 ألف مهاجر منذ بداية 2022 و المسؤولين يعيشون حالة من العجز إزاء تدفقات المهاجرين غير الشرعيين

منذ بداية العام حتى الآن، وصل 17 ألف مهاجر إلى قبرص، ما يمثل ضعف عدد الوافدين في عام 2021 كله. السلطات القبرصية تقف عاجزة أمام عمليات العبور هذه، على الرغم من الإجراءات المتشددة التي اتبعتها مؤخرا، ومن ضمنها بناء السياج الشائك في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة.
أفادت وسائل إعلام قبرصية بأن المسؤولين في البلاد يعيشون حالة من العجز إزاء تدفقات المهاجرين غير الشرعيين، التي تضاعفت هذا العام مقارنة بـ 2021 لتصل إلى 17 ألف مهاجر. وقالت المصادر ذاتها إن المسؤولين أقروا أمس الخميس 20 تشرين الأول/أكتوبر، بأن الأفكار حول كيفية وقف تدفق المهاجرين، نفدت لديهم.
تضاعف أعداد المهاجرين الوافدين إلى البلاد
في لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب القبرصي، ناقش النواب قضية الأسلاك الشائكة التي تم وضعها بالقرب من المنطقة العازلة، بين الشق الجنوبي والشمالي (التركي) للجزيرة، وهي نقطة الدخول الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين.
قال كوستاس كونستانتينو، السكرتير الدائم بوزارة الداخلية، إن السياج الشائك قلل من عمليات العبور في المناطق المعنية، لكن المهربين انتقلوا ببساطة إلى نقاط عبور أخرى.
وشدد المسؤول على أن تركيب الأسلاك الشائكة أدى إلى بعض النتائج، إلا أن ذلك وحده لا يكفي للتعامل مع الوضع العام.
وعلق كونستانتينو قائلا “لم تعد لدينا خيارات”، داعيا أي شخص إلى التقدم بمقترحات.
وتحدث المسؤول عن المصالح المالية وراء تهريب المهاجرين، مستشهدا بأمثلة الخطوط الجوية التركية وشركة بيغاسوس للطيران، وهي شركة طيران تركية منخفضة التكلفة. وقال إن هذه الشركات تنقل القاصرين غير المصحوبين بشكل جماعي.
قال كونستانتينو إن تدفق المهاجرين غير الشرعيين تضاعف مقارنة بالعام الماضي، وفي غضون ذلك، تضاعف عدد القصر غير المصحوبين ثلاث مرات.
مركز بورنارا
تتصاعد الضغوط في مركز استقبال بورنارا لطالبي اللجوء، حيث تحاول السلطات تقصير وقت معالجة طلبات اللجوء حتى تصبح المساحة متاحة للوافدين الجدد.
ويعتبر مركز بورنارا لاستقبال وتسجيل طالبي اللجوء في قبرص، المركز الوحيد من نوعه على الجزيرة المتوسطية. ويعيش المهاجرون فيه محاصرين بالأسلاك الشائكة والنفايات ورائحة المجاري، بالإضافة إلى عدم معرفة مصيرهم وقرار السلطات بشأنهم.
وصدر تقرير عن مفوض حقوق الطفل في قبرص، مطلع العام الجاري، استنكر الظروف المعيشية في المخيم للقاصرين. كما أدان وفد برلماني ألماني زار المركز، الظروف المعيشية هناك وطالب الحكومة ببذل الجهود لتغيير الواقع.
وزار فريق مهاجر نيوز المركز في نيسان/أبريل الماضي، وتحدث مع بعض المهاجرين المتواجدين فيه. وكان عدد طالبي اللجوء في المركز في حينه ثلاثة آلاف، على الرغم من أن سعته القصوى عند إنشائه في 2019، كانت ألف مهاجر.
قال أحد المهاجرين “الواقع هنا لن يتغير. لا نشعر بالأمان، ونضطر للدفاع عن أنفسنا بمواجهة العنف بالعنف. القاصرون بوضعية حرجة ولا أحد يأبه لهم، وضعوهم بمنتصف المخيم حرفيا. النساء يعانين من انتهاك كبير لخصوصياتهن. أما الشباب فهم ضحايا الرتابة والانتظار والسجن وضياع العمر”.