
****
روايات صديقنا «البترولي» تشبه تماما الأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة، فالأحداث متسارعة إلى درجة يستحيل معها أن تتابعها بالتحليل أو حتى محاولة الفهم، فمنذ انطلاقة أولى الثورات في تونس ويمر في اليوم الواحد بين 6 إلى 10 أخبار متناقضة وتستحق أن تتصدر بداية النشرات الإخبارية، اندلاع ثورة الياسمين وبعدها رحيل بن علي ولم تمض أيام حتى اندلعت ثورة 25 يناير في مصر وتنحى الرئيس بعد أسبوعين وبعد ذلك تشكل مجلس عسكري وتزامنا اندلعت الثورة في ليبيا، وأيام وكانت اليمن تغلي بثورتها الخاصة، ثم بعدها بقليل سورية، وبين ثورة وأخرى انطلقت احتجاجات عارمة في 9 دول، وكل هذا في ظل حراك عالمي غير مسبوق باتجاه المنطقة التي تحولت إلى منطقة صراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
****
انتقلت الأحداث من الثورات إلى الحروب الأهلية، انتخابات في مصر ثم حل ثم تنحي رئيس آخر ثم انتخابات رئاسية، وإلى سورية توزع الصراع بين 5 أطراف بعد أن كان بين طرفين ودخل حزب الله في حسبة الصراع السياسي في الأراضي السورية، وظهرت داعش، ونزعت بيعة تنظيم القاعدة ودخلت في حرب معها وحرب أخرى مع النظام ثم انتقلت داعش إلى العراق ثم إلى لبنان، ثم تتدخل إيران في العراق وسورية، لينطلق بعدها تحالف عسكري دولي لمواجهة «الداعشيين»، ولم يمض شهران على الضربة العسكرية حتى ظهرت «داعش» في ليبيا، وبدلا من تبنيها التصفية المذهبية بدأت التصفية الدينية.
****
ما أدرجته هنا عرض سريع من الذاكرة لما مرت به المنطقة خلال 3 سنوات، وهي أحداث بحجمها تحتاج إلى 30 سنة لتستوعبها وليس إلى 36 شهرا فقط.
****
لذا يصعب الفهم، وما من محلل سياسي يمكن أن يقدم لك خارطة طريق فهم لما حصل ويحصل أو يمكن أن يتنبأ لك بما سيحصل بالمنطقة، ولتفهم الحكاية بأكملها عليك أن تعود إلى أصل حكاية الثورة الأولى.
****
توضيح الواضح: نصيحة لا تحاول أن تفهم لأنك لن تصل إلى شيء.
****
توضيح الأوضح: لا تأخذ تحليلا سياسيا من محلل… طائفي أو تابع سياسي.