
موضوعات وأفكار تود الكتابة عنها، وعندما تريح نفسك من عناء الكتابة برهة من الوقت، فتسيح في صحف ومجلات الحقب التي مرت بغيرك ثم بك، فتجد أن الجماعة قد سبقوك إلى كثير منها بإطالة وإسهاب.وموصول موضوعنا بما سبق في الحلقة الأولى من استخراج قطع مشتتة من تاريخ الكويت وربطها معاً، وهذا موضوع مهم كتبه العلامة أحمد البشر. * ابن عريعر: «يردد الكويتيون في كل حديث يمس تاريخ الكويت في بداية نشأتها ذكر ابن عريعر، فيقولون إن هذه المنطقة كانت قبل سكنى الكويتيين فيها تحت سلطة ابن عريعر زعيم قبيلة بني خالد» (1 – 25).قلت: ولا يقول بغير ذلك إلا من أخذ تاريخ الكويت كما يأخذه الراعي فيحمل الحطب مع الحية (حاطب ليل).وقال أحمد البشر: ومنذ عام 1000هـ كان لقبيلة بني خالد نفوذ كبير على المنطقة التي تحدها شمالاً الجهراء، وجنوباً الاحساء، وكانت هذه القبيلة من أكبر القبائل العربية عدداً وثروة في ذلك الحين، ولم يكن يوم ذاك ينازعها السلطان أحد في المنطقة المذكورة، وكانت هي المسيطرة على أكبر القبائل العربية فيها، وكانت قرى الجهراء والفنيطيس والفنطاس عامرة ببني خالد حتى سنة 1221هـ 1806م.
* ندوة الرائد: (1 ــ 33) (يوم الثلاثاء 12 ــ 2 1952م) بحضور سمو الشيخ صباح الأحمد رئيس الشرف في النادي، والسيد سليمان العدساني مدير إدارة مالية المعارف، والأستاذ درويش المقدادي مدير المعارف، والأستاذ عبداللطيف الشملان معاون إدارة مالية المعارف، والأستاذ جميل علي المفتش الأول، والأستاذ حسن الدباغ مفتش المعارف، والدكتور محمد العاصي طبيب المعارف، والأستاذ عيسى الحمد مفتش التربية البدنية.
وكتب المحضر: الأساتذة فهد الدويري، عبدالعزيز الغربللي، أحمد العدواني. وكان موضوعها: شؤون التعليم في الكويت، وقد نوقشت في الجلسة كسوة الطلاب والغذاء، ونواحي النقص في التعليم وكيفية معالجتها، وعن تعليم الراشدين، وإنشاء إدارة خاصة للتعليم القروي، والأمراض المتفشية بين الطلاب ووسائل علاجها.
وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه الندوات، وتطبيق ما يجري فيها من إيجابيات ترتقي بهذا الجانب التعليمي المهم. ونلاحظ في الندوة وجود الرئيس الشرفي، وهو سمو الشيخ صباح الأحمد، ومجموعة من المسؤولين في شؤون التعليم، وهو ما نريده اليوم من معظم المسؤولين في التربية، أن ينزلوا من فوق كراسيهم ويدقوا ناقوس الخطر، لما أصاب التربية والتعليم في الكويت من انحدار، وألا يخافوا في الله تعالى لومة لائم لا من أعضاء مجلس مصالح «الأمة» يهددونهم بالاستجوابات، ولا من أعضاء في الحكومة متذبذبين خائفين على مصالحهم كذلك.
ويلاحظ في الندوة وجود المتخصصين في الشؤون المتعلقة في التعليم قاطبة، ووجود جنسيات عربية متنوعة، مصرية وفلسطينية وسورية، ومع وجود نخبة من كبار الأدباء والباحثين والسياسيين الكويتيين، من الذين قامت الثقافة والآداب والمعرفة على أكتافهم بعد ذلك. والله المستعان.