Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

القحص: لعبة الإعلام

خالد القحص
خالد القحص

خالد القحص – مباشر:

وسائل الاعلام الجماهيرية في عملها تهدف الى الوصول الى جمهور المتلقين على اختلاف شرائحهم، كما تحرص تلك الوسائل الى صياغة الرسائل الاعلامية أياً كان نوعها (مسلسل، برنامج حواري، نشرة اخبارية…الخ) بحسب مواصفات واهتمامات الجمهور لتلك الرسائل، وعليه تسعى الوسائل الاعلامية (وينبغي لها ذلك) الى معرفة أفضل وفهم أعمق لأفراد الجمهور، بحيث تقدم لهم المضمون الذي يستهويهم، والذي يرغبون بها، ويحرصون على متابعته.

بيد أن الأمر ليس بتلك السهولة، فمعرفة رأي الجمهور في برنامج معين، مثلاً، يحتاج الى طرق علمية، لها أساليبها واجراءاتها، وتكون بطريقة منتظمة ومستمرة، بحيث تعطينا مؤشرات نبني عليها تصوراتنا عن جمهورنا.

لكن المتابع للمشهد الاعلامي الكويتي (صحافة، إذاعة، تلفزيون) يلحظ ضعف الجانب البحثي المنهجي في دراسات الجمهور المتلقي، أو ما يعرف بدراسات قياس نسب القراءة والاستماع والمشاهدة، بحيث تكون بطريقة مستمرة وتستوعب المضمون الاعلامي الذي يتم تقديمه، وقياس رأي الجمهور بالاعلاميين العاملين في تلك المؤسسات الصحافية والاذاعية والتلفزيونية، وتهتم كذلك بدراسة الخريطة البرامجية، وبدراسة العملية الانتاجية ككل، لتصل الى دراسة الادارة في المؤسسات الاعلامية، ثم تنتقل لدراسة المؤسسات الاعلامية المنافسة، أو التي تعمل في نفس المجال.

ويحصل أحياناً ان تستعين تلك الوسائل بشركات لقياس رأي الجمهور، ثم يتم تسليمها تقريرا بذلك، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح، مع أنه أحياناً تقوم الشركة المكلفة باجراء قياس رأي الجمهور بمحاباة القناة التلفزيونية أو الصحيفة التي تمول البحث، مما يعرض النتائج لخدش في مصداقيتها، ولكن مع هذا التحفظ، يبقى الأمر، كما ذكرت، أعمق وأكبر واشمل.

من المهم ان تكون صورة الجمهور المتلقي لأي برنامج واضحة لمعد البرنامج ابتداءً، حتى يكتب برنامجه على هذا الأساس.تخيل معي عزيزي القاريء ان قناة تلفزيونية تقدم برنامجاً على الهواء مباشرة في المساء يستغرق بثه مدة ساعتين، دون ان يكون للمعد تصور واضح عن من يشاهد البرنامج، وما هي صفاتهم وآراؤهم في البرنامج! بل يصبح الأمر أسوأ حين يكون التصور الذي يحمله منتجو البرنامج يأتي من انطباع شخصي عن الجمهور، وهذا الأمر لا يستقيم مع العمل الاحترافي الذي يليق بالعمل التلفزيوني.

قد يظن المنتج ان الجمهور الذي يتابع برنامجه خليط من الرجال والنساء ومن كافة فئات المجتمع، في حين ان من يتابعه حقيقة هم فقط النساء ربات البيوت، أفلا يغير هذا من طبيعة البرنامج، وفقراته؟ بالطبع سيغير، ولذا تحرص القنوات التي تحترم عملها، بأن يكون لديها جهازها البحثي الخاص لاجراء مثل هذه الدراسات بشكل دوري، بل يصل الأمر حتى لمتابعة البرامج المنافسة، معرفة وضع برنامجهم في هذه المنافسة.

إن دراسات قياس الجمهور المنهجية والمستمرة بشكل دوري تجعلنا نعرف جيداً جمهورنا، وبالتالي نقدم الرسالة الاعلامية التي تناسبه، بل لعلنا نتواصل مع شريحة من هذا الجمهور، لنعرف آراؤهم واقتراحاتهم حول تطوير البرنامج، وخلافه.وهذا بالمناسبة سوف يساعدنا كمؤسسة اعلامية على ضبط ميزانية الانتاج، وصرفها بطريقة تناسب الجمهور المتلقي، وبالاستعانة بطاقم اعلامي يناسب طبيعة البرنامج وجمهوره، بل قد يقلل من برامج الهواء التي يتم بثها بشكل مباشر، والتي تكلف القنوات التلفزيونية أحياناً ميزانية أكبر من البرامج المسجلة مسبقاً. ان دراسات الجمهور أمر يجب ان تعيه وتدركه الادارة في المؤسسة الاعلامية حتى تكون مطلعة بشكل كبير بظروف الانتاج الاعلامي، وبكيفية ادارة القناة الفضائية، مثلاً.

مسألة الخبرة السابقة، أو الانطباع الشخصي، أو رأي بعض الأشخاص الذين نلتقيهم عرضاً، لا ينبغي ان نركن اليه كصورة موثوقة عن الجمهور المتلقي.هذه دعوة للمؤسسات الاعلامية في الكويت بضرورة تبني النظرة العلمية المنهجية في القيام بالدراسات الاعلامية حول كل عناصر العملية الاعلامية، مما سيثري الانتاج الاعلامي ويرتقي به، ويجعله مؤثراً، وناجحاً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى